اللوحة: الفنان الجزائري صالح المقبض

انه لأمر مستحب أن ترى دور نشر ومؤسسات ثقافية أدبية تسعى للبحث عن الكتاب، بعد عقود من بحث الكتاب عن دور النشر، ووقوفهم في طوابير ينتظرون ردودا عرقوبية او جودوية (نسبة لجودو بيكيت).

ولعل هذا من بعض حسنات التقنية الرقمية التي وفرت سبل تواصل غير مسبوقة، مع ولادة ذهنية ثقافية غير ريعية ولا ربحية (بالمعنى السلبي. أما الربح فهو هدف مشروع).

 وهنا اذكر بعض الأمثلة – بهدف التوضيح لا الاشهار – فقد تصادف في مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة إعلانات من مؤسسات نشر تقدم عروضا للكتاب وكمثال على ذلك مبادرة مجلة برشلونة الأدبية (وهي أيضا دار للنشر والطباعة) والتي تشرف في نهاية 2025 على إعداد الموسوعة المغربية للأدباء المعاصرين (2000-2026). وهي جزء من مشروع للمؤسسة لحفظ الذاكرة الثقافية المغربية. وتنفتح الموسوعة على المترجمين والمبدعين والباحثين. وتربط المجلة الاتصال بالكتاب للتنسيق معهم حول نشر أعمالهم. مع توفير عقد محترم.

تظل هذه التجربة مميزة وتحتاج للمزيد من التعريف لإبراز مزايا النشر معها وطرق استفادة الكتاب من أعمالهم والترويج لها.

ولمجلة برشلونة الأدبية شراكة مع مؤسستين للنشر هما: نور للنشر وشمس للنشر مقرهما الإداري بملدوفيا، وتعتبران من الجيل الجديد لدور النشر التي تسعى إلى الكتاب من اجل مساعدتهم على تنفيذ مشاريعهم الإبداعية والبحثية.

والتجربة الثانية وقفت عليها من خلال العروض التي تقدمها بعض دور النشر المصرية استعدادا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب نهاية شهر فبراير مطلع سنة ٢٠٢٦، حيث تعرض هذه الدور تسهيلات مهمة في الطباعة والنشر، مع توفير عقود نشر محترمة وإعداد طيب للكتاب بالتنسيق مع الكاتب مباشرة. ولا تطالب الكاتب الا بمساهمة يسيرة في طبع الكتاب، مع امتياز العرض بمعرض القاهرة الدولي وباقي المعارض العربية والدولة المتاحة وترويج الكتاب على منصات مشهورة مثل أمازون او منصات عربية متعددة.

وقد استفدت شخصيا من ثلاثة عروض: كتابان مع دار صيد الخاطر للنشر والتوزيع. وكتاب مع دار أثر للنشر والتوزيع.

أن تطور النشر وفقا لتطوير التكنولوجيا الحديثة إتاحة الكثير من الفرص لكتاب ظلوا يعانون من عسر النشر الذي أصبح متلازمة مزمنة في مشهدنا الثقافي العربي.

• مقالات