اللوحة: الفنان السوري ديلاور عمر
عبدالناصر عليوي العبيدي

أَتَظُنُّ مَنْ حَمَلَ الأَسَى أَعْوَامًا؟
وَتَحَمَّلَ الطُّغْيَانَ وَالإِجْرَامَا
نَسِيَ الْمَآسِيَ كُلَّهَا فِي لَحْظَة
وَغَفَا عَلَى حَدِّ الْجِرَاحِ وَنَامَا
فَلَقَدْ سَقَطْتَ مِنَ الْعُيُونِ بِلَحْظَةٍ
مَا عُدْتَ حَقًّا فِي الصِّفَاتِ هُمَامًا
فِي أَحْسَنِ الأَحْوَالِ كُنْتَ مُهَرِّجًا
فَحَمَلْتَ إِصْرًا، وَارْتَكَبْتَ حَرَامَا
هَلْ جِئْتَ تَغْرِسُ فِي الرَّمَادِ حَدِيقَةً
كَيْ تَحْصُدَ الْخَشْخَاشَ وَالأَوْهَامَا
أَمْ جِئْتَ تَلْبَسُ وَجْهَ فَجْرٍ كَاذِبٍ
لِتُزِيحَ عَنْ وَجْهِ الْبِلَادِ غَتَامًا
هَلْ جِئْتَ حَقًّا كَيْ تُعَالِجَ أَزْمَةً
قَدْ أَجْحَفَتْ بِأَرَامِلٍ وَيَتَامَى
تَبْنِي بُيُوتًا لِلَّذِينَ تَشَرَّدُوا
وَتُزِيلُ مِنْ أَرْضِ النُّزُوحِ خِيَامَا
أَمْ جِئْتَ تَرْفُلُ فِي عَبَاءَةِ طَامِعٍ
يَسْتَجْدِيَ الأُمَرَاءَ وَالْحُكَّامَا
فَالشَّعْبُ ضَحَّى كَيْ يَعِيشَ بِعِزَّةٍ
وَاسْتَحْمَلَ التَّعْذِيبَ وَالإِعْدَامَا
فَهُنَاكَ آلَافُ الضَّحَايَا غُيِّبُوا
وَتَحَوَّلَتْ أَسْمَاؤُهُمْ أَرْقَامَا
كَيْ يُصْبِحَ الإِنْسَانُ حُرًّا مِثْلَمَا
بَاقِي الشُّعُوبِ يُحَقِّقُ الأَحلَامَا
لَا كَيْ يَرَى مُتَسَلِّقًا مُتَمَلِّفًا
فِي سَقْطَةِ التَّارِيخِ صَارَ إِمَامَا
أَوْ أَنْ يُصَفِّقَ لِلَّذِينَ تَمَتْرَسُوا
خَلْفَ النِّظَامِ وَخَلَّفُوا الآلَامَا
بَلْ أَنْ تُجَّارَ الْحَشِيشِ تَكَرَّمُوا
وَتَقَلَّدُوا بَدَلَ الْحِسَابِ وِسَامَا
يَا قَائِدَ الزَّحْفِ الْعَظِيمِ أَلَا تَرَى
قَطْعَ الذُّيُولِ عَلَيْكَ بَاتَ لِزَامَا
أَنَسِيتَ شَعْبًا ثَائِرًا مُتَمَرِّدًا
مِنْ قَبْلِ عَامٍ حَطَّمَ الأَصْنَامَا؟