اللوحة: الفنانة البولندية تمارا دي ليمبيكا
خلف كلكول

بَـانَـت مَـهَـاتِـي فَـخَـلَّـت أبـهَـرِي مِـزَقَـا
وزرَعُ قَـلـبِـي يَبَـاسًا يَـرتَـجِـي الـوَدَقَـا
وفـي الضُّلُـوعِ لَـهِـيـبٌ كَـيفَ أكـتُـمُــهُ
يَا لِلـعَـذابِ الـذي يَلـقَـاهُ مَـن عَـشِـقَـا
مَاكُـنـتُ أحـسَبُ أنَّ الـحُـبَّ يَـهـدِمُـهُ
حِـقـدُ الـوُشَاةِ وإن أخـفَـى ومَا نَـطَـقَـا
يَا حُسنَ يُـوسُـفَ بَـتَّ الـقَـلـبَ هَجرُكُمُ
تَـاهَ الـسَّفِـينُ وفِي مَـوجِ الـنَّـوَى غَـرِقَـا
مِـيـثَـاقُ حُـبِّـي مَـصُـونٌ لا أحَـرِّفُـهُ
أنَـا الـوَفِـيُّ الـذي مَـا خَـانَ أو أبَـقَـا
وَإن أرَدتِ دَلُـيـلًا يَـا شَــذَى عُـمُـري
عَـلى وِدادٍ بـَـنَى فـي خَافِـقـي نَـفَـقَـا
أُهـدِيـكِ قَـلـبًـا بِـهِ عَــرشٌ ومَـمـلَـكـةٌ
ونَـهـرُ حُـبٍّ بِـمَـا فِـي جَـوفِـهِ دَفَـقَـا
أُقَـطِّـرُ الطِّيبَ من نَـبـضٍي وأعـصُـرُهُ
لأنـثُـرَ الـعِـطـرَ فـي دُنـيَـاكِ والـعَـبَـقَـا
وأنــزِعُ الــهُـدبَ عـن جَـفـنَـيَّ أغـزِلُـهُ
شَـالًا يُـقَـبِّـلُ عَــاجَ الـصّـدرِ والـعُـنُـقَـا
وأُحـضِـرُ الـبَـدرَ مـن عَـليَائِـهِ شَـرَفًـا
لأجـعَـلَ اللـيـلَ فـي عَـيـنَـيكِ مُـؤتَـلِـقَـا
أنـتِ الدِّمَـاءُ الـتِـي تَـجـرِي بِـأورِدَتِــي
وأنـتِ في نَاظِـريَّ الـصُّبـحُ قـد بَــرَقَـا
أنـتِ الـهَـزارُ الذي يَشدُو فـيُـطـرِبُـنِـي
لَـو غَـابَ عَـنّـي ألِـفـتُ الـهَـمَّ والأرَقَـا
وعِـشتُ فـي لُـجَّـةِ الآهَـاتِ يُحرِقُـنـي
فَقدُ الصباحِ الـذي مِن ثَـغركِ انـبَـثَـقـا
يَانَفحَةَ الطّـيبِ تَشفِـي الـرُّوحَ تُنعِشُهَـا
يَا دِيـمَـةَ الـخَيرِ تُـهـدِي غَيـثَهَـا الـغَـدَقَا
يانَسمـةً فـي هَـجِـيـرِ الـعُـمـرِ عابِـقـةً
يا نَـهـرَ شَهـدٍ قُـلُوبَ الـعَـاشِـقِينَ سَقَـى
يَـا مَـنـهَـلًا فـي أُوَامِ الـدّهـرِ أقـصِـدُهُ
يَـا كـوكَـبًـا قـد أضَـاءَ الأرضَ والأُفُـقَـا
ألَا تَــريـنَ الـذي يَـهـوَاكِ فَـاتِـنَـتِـي
شَاخَت قُـوَاهُ ومِـنـهُ الـعَـزمُ قـد سُرِقَـا
أضحَى أسِيفًـا يَقُـضُّ الـهَمُّ مَـضجَعَـهُ
لَـم يُـبـقِ في جَـوفِـهِ هَذا الـهَـوَى رَمَقَـا
والدَّمعُ يَـهمِي كَمَا الـطُّوفَـانِ تَـقـذِفُــهُ
أحدَاقُ صَبِّ غَدا بالـشَّـوقِ مُـحـتَـرِقَـا
وابـيَـضَّت الـعَـيـنُ مـن حُــزنٍ يُكابِـدهُ
هَل من قَمِيصٍ يُـعِيدُ الـضَّوءَ والشَّفَـقَا
بلـقِيسُ كَم في الـفُـؤادِ الـيَومَ مِن ألَمٍ
لـو لَم أعِدهُ بِـقُـربِ الـوَصـلِ لانـفَـتَـقَـا
فَـإن هَـجَـرتِ دُرُوبَ الـصّـدِّ عَـائِـدةً
مَـلَاذُكِ الـقَـلـبُ قَـد سَـوَّرتُـهُ حَـبَـقَـا
وَإن مَـضَيـتِ لِـعَـهـدِ الـحُـبِّ بَـائِـعَـةً
يَا وَيَحَ قَلبٍ يُعَـانِـي الأسرَ مَا انـعَـتَـقَـا