اللوحة: الفنان الفلسطيني حنّا كعبر
باسم فرات

الحياةُ في نَلْسُن تَخْلُو مِنَ الحُروبِ
مِنْ كُلِّ ما يَمُتُّ إلى الجنرال نَلسُن بِصِلَةٍ
لقدْ جَرَّدَ السكانُ المحليُّونَ هذا المُحَارِبَ العتيق
من أَوْسِمَتِهِ، ومَعَارِكِهِ
ولِكَيْ يحتَفِظُوا بِأَمْجَادِهِ دُونَ أَنْ تَخْدِشَ الحَياءَ
أَطْلَقُوا ٱسْمَهُ على مَدِينَتِهِمْ
واغْتَسَلُوا بالمُحيطِ الهادئ مِنْ أدْرَانِ يَدَيْهِ
المبلولتيْنِ بِالدَّمِ أبدًا
سَلاسِلُ التِّلالِ مُتَّكَأٌ
والبحرُ قِبْلَتُهُمْ؛ فيهِ يسكنُ أسلافُهم بِرُتُوشٍ تامَّةٍ
وما بينهما
حنَّطوا السرابَ وأطْلَقُوهُ في دَهَالِيزِ اللَّيَالي
لِتَخْلُوَ نَهَارَاتُهُمْ مِنَ الأَوْهَام
وَجَدْتُني فِيهَا مَحْمُولًا على مَنْفًى وإغراءِ امْرأةٍ مِنْ نُور
أُدَوِّنُ الخُضْرةَ في أَيَّامي المُقْبِلات
حيثُ الهدوءُ سِكِّينٌ يقطعُ أَوْصَالَ قَلَقِي.