اللوحة: الفنان النرويجي ثيودور كيتلسن
باسم فرات

في مِثْلِ هذهِ الساعةِ
حيثُ المآذِنُ تُنْشِدُ بهجتَها
كانَ جَرَسُ المَدْرَسَةِ يُؤْذِنُ بِالِانْصِرَاف
حِينَها تبدَأُ رحلةُ العودةِ إلى البراءةِ
ومشاكساتِ الطفولةِ على الأرصفةِ
من الطُّرُقاتِ مَحْوُ النِّسْيَانِ
مُزَاحَمَةُ النَّحْلِ على الأزهارِ
الأزْهَارِ التي نِهَايَتُهَا تنامُ تحتَ خُطَى العَابِرِين
مِثْلَمَا تنَامُ الذكرياتُ في الماضي
هَرَبًا من مَخَالِبِ الحياة.
- طُفُولة مسروقة
لَمْ أعِشْ بِكَنَفِ أَبَوَيْنِ
لِهَذَا لَمْ أَعْرِفْ طَعْمَ صَفَعَاتِ الْأَبِ
الأبِ الَّذِي سَرَقَتْهُ رَصَاصَةٌ مِنَ الْحَيَاة
إنَّهَا الحياةُ نَفْسُها الَّتِي اسْتَدَارَتْ لي
لِتُشْبِعَنِي صَفَعَاتٍ وتَتْرُكَ في جَبِينِ الرُّوحِ كَدَمَاتِهَا.
لَمْ أَزْرَعْ أَلْعَابًا في طُفُولَتِي
لِأَحْصُدَ ذِكْرَيَاتٍ
بعدَ أن أصْحُوَ مِثْلَ الجَمِيع
فأكتَشِفَ أنَّ قِطَارَ الأيَّامِ
سَرَقَ طُفُولَتَنَا.