اللوحة: الفنان الألماني يوهان جورج ماير
في عمقِ ظلمةٍ لا تُرى،
أتذكّر ذلك الطفلَ المشاكسَ في داخلي،
وقد أمسكتْ به أمي
متلبّسًا بسرقةِ الحليب،
كأنني واقفٌ أمامها
بهيئةِ الاعتذار،
ووجهي المُسنُّ يلمعُ بحمرةٍ حيية،
كزهورِ ألفِ ربيعٍ
تزهرُ في ابتسامةٍ خجولة.
***
الآن، لستُ إلا صورةً لروحٍ فرِحة،
خالصةً، بلا أيّ زيفٍ أو تكلّف،
كأنني وليدٌ نشأَ في رعايةٍ مبدعة
داخلَ رحمِ الأم الحنون.
***
لا حاجةَ للعودةِ إلى مظهرِ الأشياء،
فحقيقتي الروحية
هي الأجملُ على الإطلاق،
طفلٌ طيبٌ… صادقٌ،
ولا أحد يُنكره.

شيكدار محمد كبريا شاعرٌ وكاتبٌ متعدد المواهب، ومترجمٌ وناقدٌ وفيلسوفٌ من بنغلاديش، نُشرت أعماله عالميًا، وترجمت، ونال جوائز عالمية. نُشر له حتى الآن عشرون كتابًا، وتُرجمت أعماله ونُشرت في حوالي خمسين لغة.
