اللوحة: الفنان السوري حمود شنتوت
(١)
ظهور المطر في الدعاء
كظهور الغيوم
التي بدت جلية للعيون الكئيبة.
من لحظة الوصل الأخيرة
إلى لحظة الهجر الأولى
نراها حيّة في الحروف..
تلك المعاني الصامتة.
هذا الماء الحي يجري في الجسد
يتألق بقوة في تواصل العيون
دموع أو شمس مشرقة
في ساعة هذا التألق
تظهر وجوهنا وتشرق.
(٢)
لحظة، في تألقها
تركتَ ارتعاشك، خطواتك
المشاعر في لمس أطراف أصابعك
نسيتَ همسك.
صديقي…
في ثنايا هذه الساعة الجميلة
لا تزال أنهار المشاعر والحب تتدفق!
نسير نحو طريق مسدود ثم نعود
أو نملأ فناء الأسطر بسجع الماء
هي صور الهجر والوصل في أوج غنائنا.
خطوة خطوة..
تسير «ليليث» ببطء في طرقات الحظ
نرى
نهراً من اللقاء والفراق، يجري ويتوهج
أنصت حتى مد البصر
خلف كثبان اللحظات
هناك صحراء قاحلة من بعض الأحلام
(٣)
حتى هذا القلب
يصغي إلى هذا الخيال
الذي يشرق أحياناً في عينيك الحالمتين
وحشة..
تلك التي لامست شواطئ جسد بارد مهجور
صمت
ذلك الذي تسلل خلسة حتى في نبرة
قد أصبح الآن رفيق الكآبة الأخيرة
التي تذوب في أوردتنا.
والآن
تُزيّن بعض الوعود آذان المخلصين
في هزل الكلام، معاني خفية
تبحث بيأس عن طريقة للتعبير
فدعني أسأل الليالي عن ليليث
الحالمة النائمة في حضن هذا العهد
في هذه اللحظة الباردة
على حافة الوعد
أريد أن أحضن وجهك بيديّ المرتعشتين
وأضع دموعي الجارية
من ربحي، وخسارتي
في راحة يدك
حيث تتدفق أنهار الأبيات السعيدة، وتتوهج.

منظر حسين أختر، شاعر وكاتب باكستاني، تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات مثل الإنجليزية، والألمانية، والروسية، والإسبانية، والهندية، وغيرها. من أعماله الشعرية: «تأملات» – «سترنو» – «ويلائي دا برشاوان»، وفي المقالات «الحق والمرارة» – «النهضة من الشرق». نال العديد من الجوائز منها: جائزة محمد إقبال في الشعر، جائزة البياض، جائزة فيز، وجائزة أكاديمية الآداب الإسبانية. تم تضمين اسمه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية (2023)
