اللوحة: الفنان الإسباني سانتياجو روسينول
ربما كانت تلك آخر حلقات الدراويش
وشحاذي الكلمات
وهم يستسقون بعض حروف العلة
وقد أصابهم الهزال
من جفاف حلوقهم التي تشققت
وهم يقفون كالغراب على حافة الخليج
بعد أن آوى العجوز لمهجره
والصبية لذواتهم
يمارسون التشيؤ
والاستمناء
ربما يعرجون لحانة
يعبون فيها خمرتهم الرخيصة
أو يخرجون إلى الشوارع المقفرة
يستمطرون لعنات السماء
على الوحي الذي جافاهم
والأمير الذي عافهم
وشيخ طريقتهم الذي افترسه الزهايمر
والذهان…!!
لا أعبأ الآن
بالعرسة التي تأكل فراخ الجيران
ولا الذباب الذي يطن في لزوجة واستفزاز
ولا أجهزة التكييف التي توقفت بانقطاع الكهرباء المتكرر
ولا المرشح الذي أدمن المرايا والكلام
ولا الصبية الذين ينتحرون كل يوم
على أرصفة المسوخ والمشعوذين والكهان
فقط أريد أن أسحب الغطاء
فوق جسدي
وأناااام.
