اللوحة: الفنان الفرنسي كاميل بيسارو
باسم فرات

رِيحٌ تَجْلِسُ القُرْفُصَاءَ على أَحذيةِ المَارَّةِ
التفاتاتٌ تَسْهُو في اصْطِدَامِ نَظْرَتَيْنِ هَرَبَتَا مِنَ العُيُون
سَحَقَتْهُمَا الْخُطَى
حَتَّى تَحَوَّلَتِ المَدِينةُ
إلى مقبرةٍ لِلذِّكْرَيَات.
- زِي الجَدِيدة
غَيْمَةٌ بَيْضَاءُ تَسْحَبُ الْأُفُقَ خَلْفَهَا
لا ثُوَّارَ لِلْبَيْعِ هُنَا
لا تَارِيخَ زَيَّفَهُ اللُّقَطاء
بِلا مَاضٍ سَحِيقٍ، بِلا بُطُولاتٍ وأمجادٍ
وَحْدَهُ الحاضرُ يُنْبِتُ مُستقبَلاً
خفيفًا بلا ظِلالِ أساطيرَ مُقَدَّسة
لا أسرارَ في الغَسَق
إنَّمَا الأيَّامُ تَلْهَثُ خَلْفَ القَادِم
البعيدُ سيأتي لِيُصَافِحَ
خُطُوَاتِ العَابِرينَ إلى ضِفَّةِ الغَد
بِغَيْمَةٍ بيضاءَ تَسْحَبُ الأُفُقَ خَلْفَها يحتَفي
فتَنْبُتُ حُقُولٌ تَشِعُّ خُضْرةً وأَمَلًا.