رغم الموت المتساقط فوق الرؤوس

رغم الموت المتساقط فوق الرؤوس

اللوحة: الفنان الفلسطيني خالد نصار

بن يونس ماجن

الحرب لم تعد تعرف اسمها

فهي تائهة بين أدغال الألغام

تتحرك في ساحة شاسعة

تحصد جماجم وأجسام الأبرياء

ثمة دم ودخان ورماد وتوابيت

وقبور مكتظة بأرواح المستضعفين

الحرب لن تضع أوزارها

فهي مثل حمامة شاردة

ترفرف على قرميد مائل

تطل على جندي مبتور القدمين

يجر وراءه قنبلة يدوية

ينوي إعادة تدويرها

استعدادا لحرب قادمة

غزة مذبحة العصر

رضّع تحت الأنقاض

أشلاء مبعثرة

أطراف مبتورة

يتامى

أرامل

جياع

عطشى

حصار

والعالم أصم وأخرس

لقد أصيب بجلطة دماغية

ونوبات البكم

أمام المجازر اليومية

في دولة الشر

حتى الجرذان والأفاعي

تعبت من الضجر

وأضحت تتخبط بين ركام الحفر

صفارات الإنذار

تدوي في الأجواء

وابل من الرعد

تتبعه صواريخ ونيران

وشواظ و سقر

وحاكم عربي

الصامت عن الإبادة

باع ضميره بحفنة من الدولارات

ليفوز برضى السيد المطاع

ويقر عينا

فوق عرشه الواهن

أما الجندي العربي

فهوجندي جبان وكسول

يقضي وقته

في تلميع أزرار بدلته وحذاءه

نسي كليا كيف يضع أصبعه

على زناد بندقيته الصدئة

ثمة علماء دين

فقدوا مصداقيتهم

لا يفقهون في الحلال والحرام

محتارين بين الجهاد والاستسلام

وثمة شعوب عربية

ضالة ومدجنة

مستسلمة وخانعة

ويسألونك عن الحكام العرب

فقل خيانة عظمى

وعملاء مأجورون

في عصر الإهانات والمؤامرات

حكام طواغيث

دمى بلا أعمدة فقرية

يعيشون في الجاهلية

لا مروءة  لا شهامة

ولا إنسانية.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.