حين ينهار الركن

حين ينهار الركن

اللوحة: الفنان السعودي عبد الله حماس

ماهر باكير دلاش

ضَعُفَ البِنَاءُ وَقَدْ تَهَاوَى رُكْنُهُ

فَكَانَ الشَّقَاءُ لِلأَرْكَانِ غَلِيلَا

وَإِنْ قَامَ البِنَاءُ عَلَى التُّقَى

تَرَاهُ مَتِينًا وَيَدُومُ طَوِيلَا

وَيَخْضَرُّ فِي بَطْنِ الحَيَاةِ أُسَاسُهُ

فَيُورِقُ بَيْنَ النَّاسِ عِزًّا جَمِيلَا

وَيَهْوِي إِذَا مَا الغِشُّ سَاسَهُ

فَيُصْبِحُ فِي الوُجُودِ ذَلِيلَا

وَيَذْبُلُ فِيهِ النُّورُ حَتَّى كَأَنَّهُ

يُسَاقُ إِلَى ظُلْمَاتِ نَفْسٍ عَلِيلَا

إِذَا غَابَ عَنْهُ الصِّدْقُ ضَاعَ رُجُوعُهُ

وَصَارَ الرَّجَا فِي كُلِّ طَرْفٍ خَمِيلَا

وَيَهْتِفُ فِيهِ العَقْلُ: مَا لَكُمُ ارْتَضَيْتُمْ

هَوَانًا، أَيُرِيدُ القَوْمُ عَيْشًا وَبيلَا؟

أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ القِيَادَةَ حِكْمَةٌ

وَأَنَّ العَدَالَةَ تَرْفَعُ الأُمَمَ سَبِيلَا؟

وَأَنَّ الَّذِي يُعْطِي الضَّمِيرَ مَكَانَهُ

يُرِيدُ لِدُنْيَاهُ الصَّلَاحَ جَلِيلَا

فَإِنْ غَابَ عَنْ أَهْلِ البُيتِ تَرَاحُمٌ

تَفَرَّقَ فِيهِمْ كُلُّ صَوْتٍ نَحِيلَا

وَإِنْ نَامَ فِيهِمْ وَعْيُهُمْ وَتَنَاءَوْا

رَأَيْتَ الجِدَارَ يُقَوِّضُ أُصُولَا

فَثُورُوا عَلَى وَهْمِ السُّكُونِ فَإِنَّهُ

يَخِيطُ عَلَى جُرْحِ الزَّمَانِ دَخِيلَا

وَصُونُوا نِدَاءَ الحَقِّ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ

تَكُونُوا لَهُ بَيْنَ الوَرَى سَبِيلَا

وَكُونُوا كَمَنْ يَبْنِي الحَيَاةَ عَلَى هُدًى

فِي أُفْقِ النُّفُوسِ كَمَنْ زَرَعَ نَخِيلَا

فَمَا نَفْعُ دَارٍ زُخْرِفَتْ فِي ظَلَامِهَا

وَخُلُقُ الَّذِي يَسْكُنْهَا كَانَ رَزِيلَا؟

وَمَا العِزُّ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مُرَابِطًا

عَلَى القِيَمِ العُلْيَا وَتَكُونَ أَصِيلَا

الفَتَى مَنْ حَافَظَ الحَقَّ فِي الدُّنَا

وَرَاعَى لِأَهْلِ البِرِّ عَهْدًا نَبِيلَا

وَمَنْ بَاعَ وَجْدَانَ الحَقِيقَةِ مَرَّةً

أَضَاعَ عُمُرًا كَانَ فِيهِ جَلِيلَا

فَصُونُوا البِنَاءَ الَّذِي فِيهِ قَدْ بَقِيَتْ

رُسُومُ الأُوَلِّ كَيْ لَا يَكُونَ ثَقِيلَا

فَصَبْرًا عَلَى دَرْبِ المَكَارِمِ، إِنَّهُ

طَرِيقُ الفَتَى، إِنْ كَانَ حَقًّا سَلِيلَا

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.