«خفة السمامة.. شذرات من الهايكو العالمي» – إصدار جديد لبنيامين يوخنا دانيال

«خفة السمامة.. شذرات من الهايكو العالمي» – إصدار جديد لبنيامين يوخنا دانيال

حانة الشعراء

صدر عن دار بيشوا للطباعة والنشر في أربيل/ العراق كتاب بعنوان «خفة السمامة.. شذرات من الهايكو العالمي» – ترجمها عن الإنكليزية الكاتب والمترجم بنيامين يوخنا دانيال.. يقع الكتاب في 408 صفحات من القطع المتوسط. وجاء في المقدمة التي كتبها الشاعر والناقد عباس محمد عمارة:

أشار الشاعر والناقد الأمريكي مايكل ديلان ويلش في مقاله (مشكلات وتحديات الهايكو العالمي) إلى أبرز الإشكالات التي تواجه كتابة أو ترجمة الهايكو بغير اللغة اليابانية. وأول هذه الإشكالات اختلاف البنية الصوتية؛ فاللغة اليابانية تعتمد على وحدات المورا، بينما تعتمد معظم اللغات الأخرى على المقاطع، مما يجعل تطبيق التقطيع الصوتي 5/7/5 تطبيقا شكليا مضللا خارج اللغة اليابانية.

أما الإشكال الثاني فهو غياب مقابل حقيقي لكلمات القطع اليابانية (الكيريجي) في اللغات الأخرى، الأمر الذي يجعل تحقيق لحظة الانفصال أو (القطع) مشكلة تقنية حقيقية لدى الشاعر والمترجم.

ويتمثل الإشكال الثالث في الارتباط الوثيق لكلمات الموسم (السايجيكي) بالمناخ والثقافة اليابانية، بحيث تفقد كثيرا من فاعليتها ودلالاتها عند نقلها إلى بيئات لغوية وثقافية مختلفة. ويضاف إلى ذلك أن عددا من نصوص الهايكو اليابانية يقوم على إشارات ثقافية وخلفيات تاريخية لا يمكن استعادتها بسهولة في لغات أخرى، مما يجعل الفهم الكامل أو إعادة الإنتاج الجمالي تحديا إضافيا.

وتظهر هذه الإشكالات التي طرحها ويلش أيضا عند ترجمة الهايكو من لغة غير اليابانية إلى لغات أخرى. فإذا تجاوزنا مشكلة التقطيع الصوتي، تبقى الفروق الثقافية والجمالية هي العقبة الأعمق. وهذه التحديات ينبغي أن تبقى حاضرة في ذهن المترجم، إذ تتجلى فيها قدرته وبراعته في نقل الصور الشعرية والمجازات والمفردات، والمناخات، وتوظيف القطع الدلالي أو علامات الترقيم، والإيقاع أو ابتكار إيقاع خاص في اللغة المترجم إليها. والمقصود بالإيقاع هنا ذلك الإحساس الزمني والشعوري القائم على التنفس والفراغ (الصمت)، وعلى حركة الوعي بين صورتين، أي انتقال الذهن عبر المشهدية الشعرية.

ويجدر التنبيه إلى ملاحظة نقدية مهمة تتصل بالصراع الدائر بين الشكل العمودي للقصيدة العربية التقليدية وقصيدة النثر. فمحاولة جر الهايكو إلى هذه الدائرة محاولة مضللة، لأن للهايكو جمالياته الخاصة، ولا صلة له تاريخيا بالشعر العربي العمودي ولا بقصيدة النثر. إنه شكل شعري مستقل قائم بذاته.

وتمثل هذه النصوص التي ترجمها الأستاذ بنيامين يوخنا دانيال من اللغة الإنكليزية إلى العربية، تحت عنوان (خفة السمامة: شذرات من الهايكو العالمي) بتناظر مع حساسية الهايكو، نموذجا واسعا للهايكو العالمي، إذ إن معظمها كتب أصلا بالإنكليزية، باستثناء بعض نصوص الشعراء اليابانيين. وهذا التنوع الكبير في النصوص وفي جنسيات كتابها يبرهن مجددا على أن قصيدة الهايكو هي قصيدة الحاضر والمستقبل. ومهما تكن مشكلات الترجمة، فإنها لا تعيق نقل الهايكو إلى العربية أو الكتابة والإبداع فيها. ونترك للقارئ متعة تذوق النصوص وتقييمها، وهي مسألة جمالية يختلف فيها الناس، ولا تنتقص من الجهد الكبير الذي بذله المترجم الأستاذ بنيامين يوخنا دانيال في تقديم روائع من الهايكو العالمي.

وتضمن الكتاب إضمامات من الهايكو العالمي، وبالعناوين التالية: آثار الأقدام، إكليل الجبل، الإجاص، الأرملة، الأقحوان، الببغاء، البجعة، البذور، البرتقال، البرقوق، البكاء، البومة، التفاح، التوت، التوت البري، التين، الجسر، الحرب، الخبز، الخزامى، الخشخاش، الدبابير، الدمع، الريحان، الزلزال، الزهور البرية، السقف، السطح، السقيفة، السنونو، المقبرة، القبر، شاهد القبر، الصنوبر، العنب، الغمام، القيقب، الكاكي، الكرسي المدولب، الليلك، الماغنوليا، الموز، الموقد، النعناع، الهندباء، اليعسوب، بتلات الكرز، بخور مريم، توت العليق، ساعي البريد، شجرة الكرز، شجرة المشمش، غزة، قطرات الندى، الليمون، وكر الطائر، أجراس المعبد، الأرطنسية، الجد والجدة، الدمية، الشرفة، الشمس، الصمت، العثة، العشب، العنكبوت، الفورسيثيا، القصب، الكنيسة، النمل، الهدوء، الوستارية، صرصور الليل، صندوق البريد، امرأة مسنة ورجل مسن، هديل الحمام، الأحلام، الإعصار، البحيرة، البئر، الشجرة الجرداء، الصحراء، الغابة، الصيد، الفراق، المد والجزر.

سبق وأن أصدر المترجم بنيامين يوخنا دانيال أحد عشر كتاباً تضمنت قصائد من الهايكو العالمي، وهي: «على عتبة الباب»، «في مهب الريح»، «قفزة الضفدع.. نقيق العلجوم»، «القمر في المحاق»، «ظل الفراشة»، «تحت قبعة الفزاعة.. قصائد هايكو وتانكا عالمية»، «رياح الهرمتان.. هايكو معاصر من غانا»، تحت قسطل الحصان.. مختارات من شعر الهايكو الكرواتي»، «أشجار الكرز.. مختارات من شعر الهايكو الياباني»، «قبلة أخيرة قبل الذهاب إلى الحرب»، «البوابة المشرعة.. إضمامات من الهايكو الروماني».

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.