لا ذنب لي

لا ذنب لي

حنان عبد القادر

اللوحة للفنانة سهير سباعي

مابين الحرب والحب حرف

والبون بينهما كفيل أن يبيد الكون 

في ضغطة زر

مابين الحرب والحب حرف

يستطيع الخلق أن ينسجوا من رأسه رئة

ومن رهافته ربابة

يرددون على أوتارها رنيم رضا

ويرقصون كما رقصت رشا بين الربا

حين يحضنها الأمان

يرجون رهف العيش 

فيرسمون رخاءهم برغيف خبز 

ورشفة رقيقة من روعة الحنان

يرتلون في رصانة رواية الرعيان 

عن رجل رشيد

حط الرحال على رأس الجبل

ورنا إلى الأفق البعيد

وأشار بعد تأمل: 

أي يا رفاق تدبروا مني الرسالة

تلك الرياض أمامكم.. 

فيها انثروا رمانكم

فيها ارفعوا راياتكم بالعدل 

راضين احتماله

ولترقبوا رزءا سيأتي بعده رزء، 

سيأتي بعده هم رهيب

سيموت الحي فيه وتنتعش الرذالة

ثم الرخاء يعم بعد رعشته فوق الرفات 

وتنتفض العدالة

تلك الرؤى لا ترهنوها للرماد 

إني امرؤ ركب المخاطر، 

قايض الموت رداءه

والآن أبلغكم رموز تجاربي

من بعد ها سأغيب في رحم المقالة.

لا فرق بين الحب والحرب

سوى حرفٍ

ركض الطغاة ليسلبوه طهارته

ركعوا أمام رموزهم كي يذبحوه

ركلوه في الطرقات مسفوك الدماء

ورموه للريح أنينا

رجعا لصوت الرعد 

حين يردد الكون هزيمه

رجموه بالرعب المؤبد 

أطلقوه رصاص حقد في روح البرية

الرقص للشيطان 

يا رهبان مملكة الظلام

بالدم تقتاتون، 

تركزون رماحكم فوق الركام.

لا وصل بين الحب والحرب 

سوى لون الدماء وطعمها 

كلاهما قانٍ، وفيه لزوجة، 

وفي طياته نار

والفرق كل الفرق 

يكمن في معادلة بسيطة

حين ربيع الحب يرحمنا، 

يصير العمر حرية

وبيع الحرب يرمينا، 

فثمن البيع حرية

وليل حين يطوينا 

يدفئنا دبيب الحب 

يحرقنا لهيب الحرب لا ربحت رحاها

فما ذنب الحروف إذا رتقناها، 

وبعناها وفق الهوى؟

وما ذنبي أنا الرعديد

إن فسرت معناها؟

4 آراء على “لا ذنب لي

اترك تعليقًا على فاطمة كريم إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.