عفت بركات
اللوحة: الفنان الأكراني إيفان إيفازوفسكي
أبيبُ..
من قَيظٍ يحتمي،
والحوريَّاتُ:
بين زبَدٍ تتلألأ سيقانُهُن.
أسفل الجلاليب الحريرية..
تشتعلُ أجسادُهُنَّ؛ فيهيجُ موج،
ويلوِّحُ بخصلاتهن نسيم.
الماكراتُ:
يراودنه فلا يعتصمُ..
ينهلُ ما شاء له، ويستترُ بالماء.
***
يتهيَّأُ البحرُ لنزولي كاملةً بملابسي.
أتجنبُ عزفه على جسدي؛
يتصيَّدُ ليِّ.
يقيمُ هالاتِ المِلح حولي،
يدلِّكُ روحي قبل أن يصير زبَدًا،
كأحصنةٍ مجنَّحةٍ
يركضُ نحوَ قلبي،
يُدخِلُني كتبَ البلاغةِ مُفرَدةً
يَدْهَشُ لسطوتها البلاغيون.
***
الشاطئُ : يضجُ بالباعة .
الرمالُ الداكنةُ يغتالها حُطامُ صَدَف.
شموسٌ صغيرةٌ تتبعُ الغسقَ متيَّمةً.
بائعُ “أُمِّ الخلول”
سيقتربُ بعد قليلٍ..
لأنسجَ بَساتيني اليومية من اليود،
وبنكهةِ الفسفور أتَّزيا،
***
السُّحبُ القطنيةُ التي صارت
في الظهيرةِ وسادةً لروحي..
ستلوحُ لي مغادرةً قبل هطول المساء،
كبائعةِ أحذيةٍ بلاستيكيةٍ..
تشيرُ إلىَّ كلَّ صباحٍ
تتلكأ أمام عادتي اليومية
في ترويض الكتبِ تحت مظلتي.
يُنبِّهني شجارها لمشاكسين..
أمنحها ابتسامتي؛ لتمطرَ حكاياها.
وتذكِّرني بنفسي
وأنا بنتُ الرابعةِ عشر،
أبيعُ أحذيةً
وأزرعُ ابتساماتٍ خجولةٍ،
لزبائنَ يلتفون حولي،
كعازفٍ يغتسلون بموسيقاه،
وينسجون الأساطيرَ،
وكسندريلا أُحُوك الأحلامَ..
بلا أميرٍ
لحكاياي.
شكرا جزيلا لكم
إعجابLiked by 1 person
اهلا بك استاذة عفت
إعجابإعجاب