من يشتري عبدا هوى

لا يقوى على حمل الغبار 

العبد أنهكه الجوى

يحتاج ممن يشتري

بعض الدثار

من يشترى جسدا بلا

قلب له

باع النياق الحمر 

في وضح النهار

من يشتري عبدا سيهرب خلسة

لو مرَّ طيفُ حبيبِهِ

سيشب نارا

من يشتري عبدا بلا عين ترى

وبلا كفوف تُستثار

العبد مات ولم أزل

في السوق أصرخ باكيا

من يشتري عبدا بنصف حقيقة

هو لم يمت يوما بعين حبيبة

نحرت بواديه غبارًا من قفار

دفنته قبل الموت ولم تزل

تبكي على قبر يواريه انكسار

من يشتري هذا الرداء المتسخ

بعض الهدايا والورق

بعض الأنين المخترق

بعض الحنين المهترئ

لحظاتِ خوف واحتضار

أتراني لم أسمع سوى

صوت ابتعادِ المشتري

ها هم تناءوا عنك يا وغد العبيد

سأعود أحملك البقايا

لربما في يوم سوق

ألتقي حُلماً غبيا..

 يشتريك

عجب دماؤك إن تراق

فالوَجْدُ يحدوه الضياعُ

والسوق فضّ مآتمي

وأنا أواريه انقطاعُ

الحر يرقص في طرب

والعبد مبتور النخاع

من يُسكِن الجسد احتواء

والروح تعلنه الصراع

يا كل من جاءوا هنا

من يشتريني إذ أُباع

العمر خاوٍ والجروح مواكب

وأنا طريح في انصياع

ثاوٍ على قبر الضلوع

ونيران وجعي في اندلاع

من يشتري عبدا طريد الأمنيات

الان يرقبني الضياع

لملم عبيد نخاسة قد أَزرفوا

دمعا يكابده التياع

من يرتضي عبدا يلوك غثاثة

هجرت أحاجيه البقاع

من يشتري عبدا تربى في المقل

شهد الحقيقة إذ تُباع

كانت قصائده تُغنَّى عندها

كانت حروف الشعر فيه صبابةً

والدهر يرسمها القلاع

والان يرقد دون روح بعدها

وتخورُ انفاسُ الوداع

لا تشتروا عبدا خؤونا زائفا

واتلوا عليه الذارياتِ فلن يُباع.