قرية بيني باندو

قرية بيني باندو

عادل المعيزي 

اللوحة: الفنانة اليونانية ماريا غياناكاكي

لمْ يَهْربْ الأطفالُ تَحْتَ مَطرٍ خائفٍ

بل ظلوا يلعبونَ..

على ضفافِ الأعوام المُتضاحكة

عندما فاضتْ كلّ الأوديةِ

إلاّ نهر بيني باندو

قد يكون سعيدا وقد لا يكون

ليس لأنَّ نهر بيني باندو لمْ يَفضْ

وإنّما

لأنّه

 لا

يُوجدُ

نَهْرٌ

في

قرية

بيني باندو

***

ظلّ الأطفال يلعبون ” الحُلّيلَة

والبنات يلعبنَ ” الكاري” على جذور الظلال

ويَقطَعنَ المَسَافَةَ بالسكين

أمّا الشيوخ

فقد افترشوا الشمسَ بين الكواكبِ

دنانيرَ بيضاء

وظلّوا يلعبون ” الخربقة

ويأكلون بيض الغفرانِ بالملاعقِ

والنساء

وقد كنَّ نصفَ السماء

وأنْغَامًا لرقصة الماءِ

ينشرنَ الغسيلَ على..

حبال الجحيم.

…. ….. …..

وحين التفتُّ لمْ أجدْ أحدًا

ليسَ لأنَّ نهر بيني باندو فاضَ

وأغرقَ كلّ ما ظلَّ واقفا في القريةِ

من الظلال

والألعابِ

والصّبى

والأخاديد

والأصابع الرّقطاء

وليس لأنّه لا يُوجدُ نهرٌ في قرية بيني باندو

وليس لأنّه لا أحدَ يرى غرَقَها العميق

ولا يسمعُ صياحَ سُكّانها مُرْسِلاً جناحَ التوسّلِ

وليس لأنَّ الاعصار في مرورهِ يقتلعُ كلّ الشهوات:

الأمواج والكلمات

ويَرفعُ الصخور ويلقيها على كثبان الروح

وليس لأنَّ الزوابع تنزفُ على الضفاف وتُطفئُ الشمسَ المُفعمةَ بالثمار الغريبةِ

وليس لأنّ الزلازلَ تُخلّفُ سُبات المدى وذبذبات الأنين

وليسَ لأنَّ بيني باندو لا يُزهرُ لوزها

متى سالت دموعها على قبضة الأشجار

ولا يجلسُ بُرتقالها عاريًا..

على طاولة الشتاء الطويلة

وإنّما ببساطة البداهة

ووداعة الأعماق

لا

تُوجَدُ

قريَةٌ

بِهَذَا

الاسم.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.