رجلٌ .. 

يزرع قمح القول 

على صلعة تلك الصحراءْ.

ويرى في الكلمة أرضا صالحةً

لتخيّمَ فيها قافلة ٌ.

والوطن العربيَّ فضاءْ ..

ويرى في همزات الوصل نجوما ً

 كقلوب الفقراءْ .

يغزل من أوراق الليلِ المغسولة بالسهدِ

عنا قيداً للبسطاءْ ..

قد ينطح جدرانَ الشرعْ.

أو قد تلمح في عينيه طفولة نبع ْ.

هو رجلٌ .. إذ ترجوه لرأب الصدعْ .

يضع النقطَ العربية َمن كأس الصرفْ .

فوق جبين الحرفْ.

يطلق بين شراييني طاووسَ العزفْ .

يجلس فوق بياض الورقة

مثل سؤال ملغوم بالحبْ .

يرسم أفقاً .. 

يرمقه طفلٌ يحبو 

عند بدايات الدربِ الصعبْ .

يتدافع خلف قلاع المنع ِ

وخلف شراع الدمع ِ

وخلف سؤالِ الطفل ِالواقف

في مفترق الطرق على قارعة الميناءْ .

لا يخرج من أسنان الأسماءْ.

لكن من وشوشة الحلم وإشراقِ الشعراءْ ..

يأمر كل حروف الجر العربية

لتجر البحرَ إلى الهيجاءْ ..

ويحاصر أدوات الشرطِ بحرف نداءْ .

لا يشرب من بئر خرساءْ .

وتمر عليه الأيامُ

فلا كسرة َ خبزٍ.. أو قطرة َ ماءْ ْ.

يضحك،.. إذ يضحكُ

ليدقَ الجوع َ الكافرَفي بيتِ الداءْ .

رجلٌ ..  أنتَ  .. وأنتَ  .. 

وما بينهما أنتْ .

فلماذا تغرق يا حودا

في هذا الصمتْ ؟ !

******

رجلٌ يتوسد جذعَ الطين 

يتفرع بين اللوتس ؛ واليقطين .

يلاحقني حتى آخر أحلام النخل العربي

كيف سيعبر هذا العصر بصوتٍ

أوسع من صوت نبي ؟

رجلٌ .. دخل الساحة َ

من باب ِالرفضْ ..

لسانٌ ينقضْ ..

يركض .. حتى يتعب منه الركضْ ..

يجمع في كفيه جميع جهات الأرضْ ..

يرقص فوق الجزر وتحت المد ..

يتجلى في الأفق الضدْ ..

يتسلى بين ميادين براءته برموزِ النقد ْ.

******

هو رجلٌ من حمأٍ مسنون 

يطلق ضحكتَهُ من سجيل أحمق ….

 يخرج من بين خيام الأزرق ..

ويسافر في الأحلك ..

لا يتسلق أغصان الليلك

لكن يسري كالنشوة في جسد الليل

يحمل خُرجين : 

خُرجاً للبرق ، وخُرجاً للغيم .

يمشي كالومضة في كبد الظلمة ِ.

كالحربة في سوقِ الإحساسْ .

هذا الرجلُ الطاعن في الصحوة ، والوسواس ..

وفي عمق الكلماتِ ….

يطارح أزماناً في رعد الشهوة ، والأعراس 

كشراع يسري في لب الناس .

يعرفه الماءُ .

تدين له الأسماءُ ..

وهذي الألوانُ المنبثقة من عينيه .

وتلك الأنغامُ المنسَّلة من شفتيه .

وأمواجُ الناي ..

وحُلته المنسوجة من عسل الأحلام ..

ونارُ الهمْ .

هذا الرجلُ العربيُّ المتورط

في برك الدم .