لا تنتظريني

لا تنتظريني

أحمد فضل شبلول

اللوحة: الفنان الإسباني خوان ميرو

الآنَ أخونُ البحرَ وعينيكِ ..

وأحطِّم موسيقى الألوان

الآن أخونُ الشعرَ وأحلامي

أغرقُ في دواماتِ البركان

لا تنتظريني

لا أقدرُ أن أقفَ أمام الطوفان

ضعفتْ نفسي ..

لم أنهرْها عند هبوب النيران

هُزمتْ روحي

لم أنقذْها من مخلبِ هذا الشيطان

لا تنتظريني ..

كانَ اللونُ الأبيضُ بحياتي ..

أنتِ

كانتْ كلُّ مفاتيح الموسيقى تحيا في صوتِك أو صوتي

كانَ الشعرُ رسولا  فرحًا بين فضائي وسمائِك

كنت أحبكِ ..

لكني الآنَ أخونُ البحرَ وعينيك

أحْطِمُ موسيقى الألوان

لا تنتظريني ..

 لن آتي ..

الآنَ أراكِ على الشاطئِ تقفينَ مع الأحزان

الآنَ أراني في قاعِ الطوفان

قولي لطيور سليمان:

كانَ يُدندنُ بالألوان

كان يغنِّي مع  فيروزَ

وكان صديقًا للبحرِ    

وللرملِ

وللكورنيش

ولكن ..

لا تنتظريني 

سقطتْ ألحاني في دوَّاماتِ البركان

غرقت موسيقى روحي تحت الزلزال

أكلَ السوسُ بقايا النفس

لا تنتظريني

فأنا جزءٌ من كلٍّ خربٍ

لكني مازلت أخافُ عليك

مازلت أمدُّ أصابعَ لهفَى تمسحُ دمعةَ عينيك

مازال هناك حنينٌ للمغفرةِ وللتوبة

لا تنتظريني الان

فأنا موءودٌ في قاع الطوفان.

رأيان على “لا تنتظريني

اترك تعليقًا على حانة الشعراء إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.