محمود عبد الصمد زكريا
اللوحة: الفنان السوري اسماعيل نصرة
صارحتها هواجسها مرّة ً
عن حقيقةِ هذا الجسدْ.
قارة ُ الثلج ِ التي تتمدّدُ
قد أكلت كلَ شئ ٍ
شوارعَهُ؛
والقرى
والحدائقَ..
هذا الجسدْ
لم
يبق
فيه
أحدْ.
****
مبتلة ً؛ كالحواري القديمة ِ
تمشي إلى آخر ِ الليل ِ
يرشقها العابرون بكل ِ السهامْ.
تأوي إلى غرفة ٍ عند ساحل ِ النهر ِ
تلضم أعضاءَها؛
وتنامْ.
إنها لا تجيدُ سوى الصمت ِ
والصمتُ كلُ الكلامْ.
****
ساهمة ً؛ قبلَ النوم ِ
تسترجع أيامَ أنوثتها
تحصي في الذاكرة ِ خواتمها
وقلائدها..
ورسائلَ أبطال ِ روايتها البلهاءْ.
تقرأ بعض وريقات ٍ صفراءْ.
تضحك في استحياء ْ.
آه ٍ ..
كم كانوا رغم بلاهتهم بلغاءْ.!
****
تفتش في السنوات ِ القديمة ِ
في مخزن الذاكرة ْ.
عن اللحظة ِ الضائعة ْ.
تفتش في العابرات ِ
من الفاتنات ِ
عن البسمة ِ الضائعة ْ.
تفتش في كل درب ٍ مشته
عن الخطوة ِ الضائعة ْ.
تفتش في جسمها
في بقايا الثياب ِ القديمة ِ
لا شئ سوى الآنَ
والآن ..
ماذا يفيد الندم؟ !
****
حين تضحكُ
فالضحكُ فيها بكاءْ.
حين تبكي
فما من دموع ٍ على مقلتيها
ولكن دماء ْ.
حين تجلس
أو تتمشى على ساحل ِ النهر ِ
عند المساء ْ.
حين تشرب شايها المُرَّ
كأنه الدواء ْ.
تشهق الطيورُ في سلال جسمها
ويهرب الهواء ْ.
كأنها تبرّأت من انتماءها
لعالم النساء ْ.
*****
هناكَ؛ على حافة ِ النهر ِ
في بيتها المحدودب ِ الظهر ِ بغرفة ٍ فقيرة ْ.
رأيتها؛ وقد تمدّدت كجثة ٍ على الحصيرة ْ.
نعمْ.. أنا رأيتها في الغرفة ِ العمياء ْ.
هناكَ جنب الماء ْ.
تكومت كحفنة ٍ من العظام ْ.
تقوّستْ كأنها علامةُ استفهامْ.
شحوبها ؛ بلا ملامح ٍ
وأرضها سماء ْ.
وليس من أسماءْ.
كأنها أنشودة ٌ الهجاء ِ ؛ والرثاء ْ.
حروفها من صمت ْ.
عنوانها الذي محته كفّ ُ الوقت ِ
مقدس ٌ كالموت ْ .
روعه.. تجسيد الزمن في جسد تلك السيده.. تجسيد الألم في عمرك وفي روحها على ايام الجمال والشباب.. الذي تنتظر العابرات الجميلات لتعيش ذكري جمالها في النظر اليهم
شكرا استاذ محمود علي هذا الجمال
إعجابإعجاب
شكرا لحانة الشعراء .. تمنياتي بمزيد النجاح والتألق .
إعجابإعجاب
شكرا لك أستاذ محمود .. صديقاً عزيزا
إعجابإعجاب