ظن السماء أرضاً فمشى مقلوباً طوال حياته

رأى شجراً معلقاً وحيوانات تطير

فخاف جداً

 ولم يعد ينظر إلى فوق

*** 

ولد بوجه مدور

يلعب في الداخل مع رئتيه

يتريض في شرايينه

وعندما يريد أن يرقص

يترك عروقه تصفِّق

*** 

حين وُلد كان طحلباً أخضرَ

لم ينْمُ أبداً.. لكنه تكاثر

نبتت عيون كثيرة في وجهه

عشرة أصابع في اليد الواحدة

خمسون ظفراً في القدم

أصبح كثيراً جداً

 ولم ينْمُ أبدا

*** 

كان يريد أن يحكي شيئاً لأطفاله

عن الغول الذي يأكل العيال في الشارع

والعربات التي تدخل حجرته حين يذهب إلى النوم

لكن أطفاله يلعبون ومشغولون جداً الآن

*** 

كان صغيراً جداً

لدرجة أن شجراً لم يطلع في قلبه

وعشباً لم ينبت على ذراعه 

كان ينظر إلى أطفاله ويدمع

لأن أطفاله يلعبون

 لا تحت شجرة ولا فوق عشب

كان صغيراً ـ مثلهم ـ ويدمع

*** 

ثلاث نقاط .. 

كي يصل إلى قلبه ويعود يعرفه

حرك قدميه فعَبَرَ نقطةً

رفع ذراعه فأمسك نقطةً

مدَّ عينيه فرأى نقطة

 كانت هى قلبه.. ولم يعرفه

*** 

الفضاء مرميّ في الشارع

وقعت نجوم على الأرض

هبت عاصفة من الأسفل

ونضح مطر

كيف يرتدي حذاءه ويمضي بسلام

*** 

بوسعه أن يقبع داخل رأسه

فهو صغير جداً ولا داعي لأن يخرج فيضيع

*** 

تكسرت أسنانه من الرعب

تفككت عظامه

لا أحد هنا

الأولاد بالخارج

الله ليس في السماء

عادت أمه من السوق فلم تجده.