ترجمة د. إبراهيم إستنبولي
اللوحة: الفنان الأكراني إيفان إيفازوفسكي
بعد أن زرتُ العديدَ من البلدان،
ورجعتُ إلى البيتِ تعباً من الطريق،
سألتني داغستان وقد انحنت فوقي:
“أَحبُّكَ البعيدُ أثارَ فيك الشوق؟”
صعدتُ إلى الجبل ومن ذلك العلو
أجبتُ داغستان، وقد تنهدّتُ بعمق:
“لقد زرتُ مناطقَ كثيرة، لكنك
تظلُّين الأحبَّ في كل الدنيا.
ربما، أنا نادراً ما أُقْسِمُ بالحبِّ لك،
فلا الحبُّ جديدٌ، وليس جديداً أن نقسم،
أنا أحبُّ بصمت، لأنني أخاف
أنْ تشحبَ الكلمةُ المُكررةُ مئاتِ الأضعاف.
وإذا ما راح كلُّ واحد من أبنائك يقسم
بالحب لك، وهو يصرخ، كما المنادي،
فسوفَ تَملُّ قِممُك الصخرية
أن تسمعَ وأنْ تجيبَ بالصدى في البعيد.
حين كنتَ غارقاً في الدموع والدماء،
سار أبناؤك إلى الموت، مع أقلِّ كلام،
وصارتْ أغنيةُ الخنجر القاسية
هي صوتُ القَسَم لحبِّ الأبناء.
ثمَّ بعد، حين خفّتِ المعاركُ،
راح أبناؤك، يا داغستاني،
يُقسمون صامتين بالحبِّ لك،
بضرباتِ المطرقة وبالمنجل الرنان.
لقد علّمتَني كما الجميعَ خلال قرون
أنْ نعمَلَ وأن نعيش بلا ضجيج، لكن بشجاعة،
علّمتنا أنَّ الكلمة أهمُّ من الحصان،
وأن الجبليين لا يسرجون خيولَهم من دون حاجة.
مع ذلك، وقد عدتُ إليك من عواصم
بعيدة وغريبة، ثرثارة وكاذبة،
يصعبُ عليَ الصمتُ، وأنا أسمع صوتَ
جداولِك الغنّاءةِ وجبالِك الشامخة.
شعر رائع لشاعر رائع! رحم الله رسول حمزاتوف.
مودتي لكم.
إعجابإعجاب