أتهجى اسمي 

أتهجى اسمي 

محمود عبد الصمد زكريا

اللوحة: الفنانة المصرية فاطمة الزهراء بسيم

أتهجى اسمي..

الميمُ:

تُصالحُ بين البكمِ وبين الصُمْ.

الحاءُ:

تعاني حرقَ الدمْ.

الميمُ الأخرى:

بين المدحِ وبين الذمْ.

الواو:

تصلي في محرابِ الهمْ.

الدالُ:

تدلتْ من ردهاتِ الحُلمْ.

قالوا: 

هذا الاسمُ الجامعُ

أفكارَ الشارعِ بين يديهْ.

كلُ الأفكارِ تعودُ إليهْ.

والجاهلُ؛ مَنْ لا يزنُ القولَ

بميزانِ العارفِ من شفتيهْ.

قالوا:

ما بين ظلامِ الرحمِ

وبين ظلامِ القبرِ..

هذا الاسمُ يحاولُ

أن يضعَ الجُبّةَ فوق البحرِ..

وما في الجُبَّةِ غيرُ الحُلمْ.

الاسم العارفُ أسرارَ المجهولِ 

يتمتمُ بالقولِ.. يقولُ:

كنتُ نقيضاً؛ وشريداً؛ ووحيداً..

مأهولاً بالضدِ

ولا أملكُ إلاّ ذاكرةً مُتخمةً بالحُبِّ

ويتنصَّلُ مني – أحياناً –

حتى اسمي..

فأظلُ أدورُ على نفسي

داخلَ نفسي..

عصفور ضيَّعَ قبلَ النومِ

غناء الفجرْ.

أمشي؛ مُرتدياً ضحكتيَّ البيضاءَ

وصحوتيَّ المجذوبةَ..

مُندلقاً في عمقِ اللحظاتِ

أهاجرُ في الميمِ السمراءْ.

أُحدِّقُ في الأشياءْ.

الرؤية ماءْ.

الرؤيا؛ محضُ دماءْ.

من أي قواميس العالمِ

شَبَّتْ هذي السمراءُ

المجبولة بالعشقِ

الملفوفة بالسحرِ

ترى..

هل طلعتْ من قاموسِ البحرِ؟

تنصاعُ لها أمواجٌ؛ ومجاذيفُ

وينصاعُ الطيرُ الهاربُ

من أقفاصِ الحيرةِ..

تسبحُ بين يديها

الأفكارُ المسكونة بالضدِ

تسير كشمس سابحةٍ في الرفضِ

تمرجحُ ضحكتها في سجنِ العُمرِ

وحتى يتبيَّنَ

لونُ الخيطِ الأبيض

من لونِ الخيطِ الأسودِ

من لونِ الدمْ.

رأيان على “أتهجى اسمي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.