المكزون السنجاري
اللوحة: الفنان الجزائري خالد بوكراع
مُذ أَفقَرَت مِمَّن أُحِبُّ الأَربَعُ
دَرَسَت مَعالِمَها الرِياحَ الأَربَعُ
وَجَفا الحَيا أَطلالَها لَمّا جَفَوا
فَجَرَت عَلَيهِم لا عَلَيها الأَدمُعُ
صاحوا الرَحيلَ وَوَدَّعوني فَاِنثَنى
قَلبي يُوَدِّعُني عَشِيَّةَ وَدَّعوا
وَسَرَوا وَجِسمي بَعدَهُم كَعَراصِهِم
مِن ناظِرِيَّ وَمِن فُؤادي بَلقَعُ
فَاعجَب لِقَلبٍ بِالقِلى مُتَقَلقِلٍ
أَنّى اِستَقَرَّ بِهِ الجَوى المُستَودَعُ
وَلأَدمعٍ تَربو بِوابِلِها الرُبى
وبها غَليلُ مُفيضِها لا يَنقَعُ
ولَمّا أَرى عَن بَعضِهِ الفَضا
مِن لَوعَتي أَنّى حَوَتهُ الأَضلُعُ
وَلَمّا حَذا يَومَ النَوى بِنِياقِهِم
أَنّى أَصَمَّ السمعَ وهوَ المُسمِعُ
شالوا الجَمالَ عَلى الجمالِ وَبِالنَوى
عَن ناظِري بَعدَ السُفورِ تَبَرقَعوا
فَحَشاشَتي مِن بَعدِ طيبِ وَصالِها
بِمُدى مَدى هِجرانِهُم تَتَقَطَّعُ
بُعداً لِدارٍ كَدَّرَت بَعدَ الصَفا
فيها النَزيلُ بِكُلِّ خَطبٍ يُقرَعُ
ما سُرَّ فيها قادِمٌ بِقُدومِهِ
إِلّا وَساءَ ذَوِيَّهُ وَهوَ مُوَدِّعُ
وَالعَيشُ فيكَ وَإِن تَطاوَلَ عُمرُهُ
كَرُجوعِ طَرفٍ أَو كَبَرقٍ يَلمَعُ
المكزون السنجاري هو الحسن بن يوسف بن مكزون السنجاري والملقب بالأمير عز الدين أبو محمد، ولدَ عام 1187م، وتوفي عام 1240م في مدينة دمشق.