من شَـفتيكِ أقطفُ التـين

من شَـفتيكِ أقطفُ التـين

باسم فرات

اللوحة: الفنان العراقي حسين الشبح

كيفَ أحْتَفي بِرُباكِ، وأَنا مُطَوَّقٌ بِأُنوثَتِكِ، 

بِجَمالِكِ وَهو يَسيلُ على أَيّامي، 

بِحُزنِكِ الذي تَتَعَلَّمُ مِنْهُ تَراتيلُ الْمَعابِدِ 

كيفَ تَملأُ النُّفوسَ خُشوعًا. 

بِصَوتِكِ حينَ قادَ نَبْضي لِنُورِ وَجْهِكِ، 

فَوَجَدْتُ الطُّرُقَ كُلَّها تَحمِلُ اسْمَكِ. 

غاباتٌ كثيرةٌ تَجَمَّعَتْ في يَدي 

وَأَنا أَقْطِفُ التّينَ مِن شَفَتَيكِ

عَلى كَتِفَيَّ نُجومٌ تُعانِقُ الفُراتَ 

عَزْفًا سُومَرِيًّا تَتَوَشَّحَهُ عشْتارُ بِاسْمِكِ، 

يَبكي تَمّوزُ مُتَسَربِلاً بِتَعَبِهِ وَحَنينهِ 

راكعًا في مَلَكوتِ الأَوتارِ 

وَحُروفُ اسْمِكِ تَمائِمُ خَبَّأَتْ تاريخَ مُحِبّينَ، 

في مَعابِدِ نينَوَى وَأَربيلَ كانَ الإلهُ آشورُ يَذْرِفُ دَمْعًا، 

عَلى حُلُمٍ أَصْبَحَ ذِكرى. 

لم يَكُنْ هذا العَزْفُ سِواكِ.    

خَرَجَ السَّحَرَةُ مِن جُبّةِ الأفعى

وَأنتِ تُحَرِّكينَ الْمَجْهولَ بِنَظَراتِكِ،

ظَنّوها آياتٍ لمْ تُدَوَّنْ في الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ

أَنتِ قَصائِدُ سَرَقَتْ أَعمارَ شُعَراء وَلمْ يَصِلوها.

في النَّسيمِ أَرى كَلِماتِكِ 

وفي تُويجِ الزَّهْرَةِ وَهْجَك، 

طَيفُكِ في اليَنابيعِ يُناديني 

أَتَقَدَّمُ نَحوَهُ 

وَأَعْلَمُ أَنَّ الطَّريقَةَ الْمُثْلى لِهذا الحُبِّ 

هُوَ الغَرَقُ فيكِ.

رأي واحد على “من شَـفتيكِ أقطفُ التـين

  1. باسم فرات.. سعدت بالتعرف اليك من خلال هذا الموقع.. تحياي لك ولموقع حانة الشعراء.

    إعجاب

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.