الحدودُ تراودُ أبناءها!

الحدودُ تراودُ أبناءها!

ناجي عبد اللطيف

اللوحة: الفنان الروسي فيكتور بوريسوف موساتوف

لماذا أراكَ على البُعدِ دوما..،

بلونِ السفرْ.؟

تقولُ المطاراتُ..

إنَ الحدود تُغيّرُ لونَ الفؤادِ..

بلونِ الطريقِ..،

وإن القلوبَ..

على شكلها المستعارِ تقعْ.

فعندَ الحدودِ..

نغيَّرُ عملةَ ذاك الطريقِ..

بجرحِ الوطنْ.،

وعندَ الحدودِ..

تخاصمُ وجهَ البلادِ..

عيونُ القمرْ.

لماذا أراكَ على البعدِ دوما..   

بلونِ المطرْ.؟

يقولُ السحابُ..

بإن البناياتِ دوما تُطلُ..،

وتزحفُ فوقَ الحقولِ..،      

يُغادرُ أعشاشهُ الطيرُ..،

يسرقُ منا الفؤادَ..،

ويطلبُ حق اللجوءِ..            

إلى أغنياتِ البناتِ..    

وبوحِ القمرْ.

لماذا..؟

أراكَ على البعدِ دوما..

بلونِ الخطرْ.؟       

تقولُ الحدودُ..

بإن المسافةِ..،

مابينَ قلبيَ والأغنياتِ..   

تطولُ.. تطولُ..

بطولِ المدى..،

(والمدى..              

ساحةٌ لاغتيالِ القصيدِ.)     

لماذا..

أخونُكِ عند انتحارِ القصائدِ..،

عند ابتداءِ المماتِ الوئيدْ. ؟!

لماذا الحدودُ تحاصرُ أيامنا بالوجعْ.؟

لماذا الحصارُ بشكلِ الرحيلِ..

الرحيلُ بشكلِ اللقاءِ..،

اللقاءُ بشكل الحصارِ..،

الحصارُ بشكلِ الحدودِ..،

الحدودُ تراودُ أبناءها..

كي تمرَّ لتهربَ..

صوبَ الشمالِ البعيدِ.. 

البعيدْ.! 

أقولُ.. أقولُ..،

بإن المسافةِ..

مابينَ بيني.. وبيني..

وبيني..،

 وبينَ صحابي القدامى..

تكونُ بلونِ الفؤادِ الوليدِ..

بلونِ الحريقْ.! 


ناجي عبد اللطيف شاعر مصري مواليد الإسكندرية ١٩٥٧، عضو اتحاد كتاب مصر، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، عضو مجلس إدارة هيئة الفنون والآداب والعلوم الأجتماعية بالإسكندرية، حصل على عدة جوائز أدبية وشهادات تقدير، أصدر عدداً من الدواوين الشعرية منها: «اغتراب» ١٩٨٨، «للعصافير أقوال أخرى» ١٩٩٦، «لو أنك يا حب تجيء» ٢٠٠١، «وقوف جديد على الطلل العربي» ٢٠١٥، «المثول فى ساحة الجذبة» ٢٠١٨، بالإضافة لكتاب دراسات بعنوان «رؤى نقدية» ٢٠١٤

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.