محمود عبد الصمد زكريا
اللوحة: الفنان الأميركي ستانتون ماكدونالد رايت
تتجمَّعُ ثانيةً في كفيَّ
وكنتَ تسربتَ
كما يتسربُ ماءٌ
من بين أصابعِ قابضِهِ
أعترفُ الآنَ بأني لم أكتبكَ
برغمِ دواويني العشرةَ
كنتُ أُسطرُ شِعري
برصاص الضدِ
وكان حديثي مرتبكاً
مُشتبكاً بالرمز؛ وباللغزِ
وأنتَ الواضح؛ والساطعُ
لم تخذلني الثورةُ
لم تفتح باباً للحربِ
رفضتْ موتي
فالثورة ترفضُ موتَ الشِعرِ
لم تطلب مني
أكثرَ من أن أرضى
أن أصبر؛ وأجالدَ
حتى تنهضَ بي
كانتْ أشلائي
فوق رؤس جبالِ الأرضِ
فنادتها الثورةُ
فأتيتُ كطيرٍ يشدو
أتلمسُ وجهكَ
يا وطني .!
الله على اللغة والصورة المجنحة والسلاسة
إعجابإعجاب