خولة سامي سليقة
اللوحة: الفنان الفلسطيني خالد نصار
عجباً يقلّبُ ناظريهِ كلّما
حدّثتُهُ
متشكّكاً يتصنّعُ استهجانا
الحاجبان مقوّسان كأنّما
فاقا الهلالَ برسمهِ إتقانا
لمَ تكتبينَ عن المظالمِ والخيانةِ
والفراقِ وغيرها؟
أنثى تعيشُ الدفءَ الاستقرارَ
والزوجُ الوفيّ يحوطُها
فلمنْ تُراها تعزِفُ الألحانا؟
معهُ
أمامَ حصارِهِ
ألقي سلاحَ الحرفِ متعبةً
ليعلنَ فوزَهُ أقوانا
حقا يطوّعُني عجينا ليّناً
أنسى وكنتُ أطوّعُ الأوزانا
فيسيلُ من طرفِ السّـكونِ تردّدي:
ذي قصةُ الأرضِ وذا وجعُ الدّنى
هذي حكاياتُ النّساءِ على المدى
من باحَ منّا حبرُهُ أغنانا
نحكي نعيشُ
نحسّ ما يرسمْنَهُ
في ظلمةِ الفقرِ
وفي زنزانةِ الأفكارِ
في ليل التشردِ والمهاجرِ والهرب
في صفحةِ الموتِ المُزيّنِ للورى عُنوانا
أنا لا أخالفُ ما تقول حقيقةً
لا أنكرُ النّعَم التي أعطانا
الحبُ للأنثى ربيعٌ باذِخٌ
يُثري السّـرورَ يبدّدُ الأحزانا
الحبّ يدفعُني لأكتبَ قصّتي
وبحبّ غيري أصبحُ الإنسانا
الصّدقُ ذنبٌ إنْ تعرّى غيرُنا
الحرفُ جُرمٌ حين يكشِفُ زيفَهم
الحُرّ ينشُرُ بدعةً مرفوضةً
إن رُمتَ عدلاً فادفعِ الأثمانا
اتركْ يدي تفصِحْ تدوّنْ ما ترى
هي جنةُ الإحساسِ نزرَعُها عناداً أو رضا
في أرضِنا إن غيرُنا أقصانا
دعني أقشّـرْ حُزنَهم لأكونَهم
دعني ألوّنْ لوحتي بأكفّهم
هي أجملُ اللّوحاتِ حين نولّدُ الألوانا.