للوردِ حكمتهُ المُصطفاةُ

للوردِ حكمتهُ المُصطفاةُ

عزت الطيري

اللوحة: الفنانة الجزائرية وفاء زهراوي

حدث الورد قال

وللوردِ حرفـتـهُ

فى ابتكارِ الأريجِ

وصُنْعِ الخرافةِ

لمَّا يَشُمُّ الفتى

فى المساءِ

عبيراً لهُ

ويقارِنُهُ

بارتجاف الحبيبةِ

حين ترشُّ على شارعٍ

-سوفَ تمشى بأندائهِ-

عطَرَها البابلىَّ

كأنَّ يداَ من نبيذٍ

هوتْ فوقَ خدِّ الترابِ

فيسكرُ

من وهجهِ السائرونَ الحيارى،

البناتُ الفقيراتِ،

والسيداتُ العجولاتِ،

والباعةُ الجائلونَ،

وأبناءُ حزنِ السبيلِ..

وللوردِ حكمتهُ المُصطفاةُ

وحنكتُهُ

حينَ قالَ

– تعالتْ أحاديثُهُ

فى الحدائقِ-

إنَّ الفضاءَ

(الذى يسرحُ الغيمُ فيهِ

بلا رادعٍ أو رقيبٍ

وتزعجُهُ الطائراتُ الغبيةُُ

والنسرُ و الصقرُ)

مِلكٌ لهذى الشجيراتِ

حينَ تطولُ.. تطلُّ

تطاولُ مالا يُطالُ

وإرثٌ

لسرْوٍ جميلٍ

يتيهُ اختيالاً

ويزعمُ مستمسكاٌ بمزاعمهِ

فى الظهيرةِ

أنَّ الفراغَ لهُ

والنخيلَ شقيقٌ لهُ فى الرضاعةِ

أعمدةَ البرقِ أطفالهُ

والحمام المسافرَ خلٌّ يسامرهُ

حين ينقلُ فى الليلِ مكتوبَ عاشقةٍ

للحبيبِ المراوغِ فى عشقهِ

والمدى..

ولذا ابتعدوا عن فضاءاتنا

ودعوا مالنا أيها العابرون

لنا…

واتركوا مابدا..!!

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.