«حانة الشعراء» تلتقي الشاعرة والروائية السورية ريما آل كلزلي

«حانة الشعراء» تلتقي الشاعرة والروائية السورية ريما آل كلزلي

حاورها: الشاعرأحمد فرج الخليفة

اللوحة: الفنان الفلسطيني سليمان منصور

نلتقي في هذا الحوار مع الكاتبة السورية ريما آل كلزلي، وهي روائية وشاعرة وناقدة أدبية.. ترى أن الأدب هو انعكاس للواقع وله دور أساسي في رفع مستوى الوعي بالقيم الإنسانية، وتنظر إلى الشعر على أنه نصٌّ مكثف، أقل نرجسية من النصوص الأخرى.. حرّ لا يطيق القيود، يطرح الأسئلة السرمدية. ووفق ذا المعيار تنظر إلى القصيدة على أنها غابة معنى، وتقول: الشعر يختلف عن الأجناس الأدبية الأخرى فهو يسائل اللّا نهائية، ويتفجر في المشاعر كالينابيع. وعن أشكال القصيدة العربية المعاصرة – العمودية، التفعيلة، قصيدة النثر –  ترى أن بينها فوارق كثيرة تتعدى الوزن والإيقاع، فلكل قصيدة خصوصيّتها من حيث الغرض والمعنى وتأسيس العمارة النصيّة. وترفض النظر إلى الشعر من زاوية النظم والقافية والجرس الموسيقي، ولا تتفق مع من يقولون إن قصيدة النثر نوع بسيط من أنواع الشعر، وأن توجه بعض الشعراء لكتابتها ما هو إلا هروباً من الشعر الخليلي لعدم قدرتهم على الإجادة فيه؛ بل ترى أن قصيدة النثر منجز نوعي وعظيم في تاريخ الكتابة، حرر المعرفة البشرية من قيودها، سيجدد متون الحقول الكتابية ويطهر العقل البشري من مبالغاته وتهويلاته، لكن الأمر يحتاج إلى وقت.. فإلى تفاصيل الحوار:

الشاعر أحمد فرج الخليفة

الأستاذة ريما، يسعدنا أن تُعرفي القراء بشخصكم الكريم؟

ريما آل كلزلي، روائية، من مواليد (حمص ـ سوريا)، متزوجة من رجل أعمال سعودي وأسكن في الرياض، حاصلة على بكالوريوس أصول دين/ علوم قرآن، مع مرتبة الشرف الثانية في جامعة الامام محمد بن سعود في الرياض. وماجستير علم نفس تربوي.

درست الفلسفة بدهشة طفل وشغف عارف، وتوجهت لدراسة النقد لتكتمل في نظري منظومة الشغف.

عملت متطوعة في تحفيظ القرآن، ومستشارة تربوية لفترة محدودة ثم تفرغت للكتابة بجميع أنواعها، بين الرواية، والقصة، والشعر، والنقد.

حدثينا عن البدايات.. كيف كانت البداية ثم الاحتراف؟ وما هي إصداراتكم؟

البدايات كانت منذ تفتحت براعم اللغة في المرحلة الابتدائية حيث كنت مدعوة دائمة إلى مسابقات الموهوبين في اللّغة العربية مجال القصة والشعر.

الكلمة رسالة والرسالة إيمان والكاتب إنما يحمل مشعلًا يضيء به عتمات الأرواح والعقول، يعرّي الحقائق، يزرع فكرة لتنبت حقول معرفة وبساتين إبداع.

الاحتراف جاء متأخّرًا جدًا، وتمثل بالإصدارات التالية: كتاب جواهر كلنا في الانتظار/ صدر عن دار تشكيل السعودية 2017. رواية حكاية غرام / صدرت عن دار شغف الكويتية، 2019، مجموعة شعرية بعنوان (حفل الطوفان) عن دار المثقف 2020، رواية في فم الذئب – صدرت عن دار الدراسات العربية، سلطنة عمان 2021، رواية نساء الياسمين، ومجموعة أبجدية الضياء تحت الطباعة.

للرواية نصيب من إبداع ضيفتنا، أنتجت لنا أربع رواياتٍ، فهل تحدثينا عن هذه الأعمال؟ وجو كتابتها؟ وما هي الرسالة التي يحملها كل عمل؟

عن رواياتي فلكل رواية قصّة وهدف.. فالأولى كانت أشبه بسيرة واقعية تروي حكايتين من الألم في آن معًا، الأولى تسطّر معاناة أسرة كاملة بسبب السرطان الذي اغتال سعادتها وهي تمثل قصة ابنتي جواهر، رحمها الله، تزامنت مع اسقاطات على معاناة وطن بأكمله لنفس السبب، وكانت عبارة عن نقد لمجتمع مازال يجتهد في التفسير وتلقّي الضربة تلو الضربة، وجهل الكثير منا في زرع الأمل وصناعة التفاؤل، فيما يجب التعامل بشكل أفضل مع أي حدث. والثانية (حكاية غرام) كانت قصة امرأة عانت ـ وقصص متفرعة ـ  بسبب التفريق المذهبي والطائفي والعادات والتقاليد تحت مسميات كثيرة للقبلية والطبقية، لتطرح تساؤلات كثيرة عن الحب والحرية، ثم تجيب أن الحب كالحرية يولد دفعة واحدة، ولايمكن أن يموت. أما الثالثة (في فم الذئب) فأدركت أن الرواية لم تعد هدفًا للمتعة فقط، إنما اكتشاف عوالم الآخر الغامضة، طالما أنه لم يعد هنالك شيئًا غامضًا، لأجد أن مهمتي هي اكتشاف التداعيات العميقة التي يعيشها جيل فتي تمت مباغتته بتحولات جذرية. والرواية الرابعة(نساء الياسمين)، من وجهة نظري تُعدّ الرواية ديوان العصر الحديث بما تقدمه من رؤى؛ وبما تعالجه من قضايا تدرس التحوّلات الكبرى في المجتمعات، فهي ليست استعراض لصراع الأجيال أو الثقافات بقدر ما تتحدث عن المتغيرات التي تسللت إلى الثوابت التقليدية، فتناولت الحداثة عبر جيل لم يعد من السهولة أن تنال رضاه، وكان السؤال الأكبر الذي أطلقته الرواية ليجيب عنه كل قارئ بطريقته، وهو (من سيقود وجهة التغيير في مجتمع تحكمه أخلاقيات عُليا وثوابت قيمية؟)

هل تأثرت الكاتبة بداخلكِ حين انتقلتِ من بلاد الشام إلى السعودية، وهل هناك فارق بين المجتمعين أثر في بناء شخصيتك وثقافتك؟

البيئة المحيطة لأيّة كاتب أو مبدع تعطي صورة واضحة عن تأثيرها المباشر في تكوين شخصيته، وتقديم أعماله ممزوجة بأحواله الحياتية وتفاصيلها النفسيّة، وفكره المتقد بنورها.

فكانت بلاد الشام حيث منبع الأصالة والحضارات هي المدد الأول لغرس هويتي الخاصة وثقافتي، أما بلاد الحرمين فهي انعكاس لصورة القمم بكل ماتعنيه الكلمة، وكل كاتب يبحث عن وطن لكلمته، ليحول التفاصيل إلى جماليات جديدة تخدم أعماله الأدبية.

نقول دائماً إن للأدب دوراً كبيراً في تشكيل ثقافة الشعوب، كيف تنظرين إلى هذه المقولة؟ وهل ترين أن الشعر والرواية يحققان بغيتهما؟

الأدب انعكاس للواقع، ودوره رفع مستوى الوعي القيمي باعتباره وسيلة جمالية تؤدي دورها بحرفية عالية.

ما هو في رأيك التحدي الذي يواجه الأدباء، والنقاد؟

التحديات موجودة منذ البداية، و لكل عصر مهامه وقادته، وبما أن الفن مرآة المجتمعات يمكننا القول؛ إن طبيعة العالم قد تغيرت نتيجة دخول متغيرات عديدة، أهمها دخول العالم الافتراضي كوسيط في تعاملنا مع كل ما حولنا، وهذا يطرح علاقة وثيقة بمشكلة التمثيل التي أفاض الفلاسفة في مناقشتها خاصة في فترة مابعد البنيوية، ويشير التمثيل من الناحية الإبستمولوجية، إلى الصور الذهنية، والادراكات التي يكونها الإنسان عن العالم الخارجي، والتي غدت أشبه بالموجهات لطريقة تفكيره، وتحكم استجابته، وإذا كان الانسان محصلة تمثلاته عن العالم وأغلبها مصدره الميديا والواقع الافتراضي، فإن النتيجة هي ردود أفعال عن الواقع الافتراضي. وهذا ينطبق على النقاد الذين هم الركيزة الثالثة لأي نصّ أو خطاب.

هناك أمر يجعلني في حيرة، فأنا أرى أن النظريات النقدية تأتينا دائما من الغرب؛ كالبنيوية، والمحاكاة، ونظرية الخلق، ونظرية الانعكاس، والتفكيكية، وغيرها من النظريات… فهل عجزنا عن التنظير، أو ابتكار نظرية عربية؟ وهل أصبحنا نقلد الغرب حتى في مسلكهم وتوجههم نحو إطار معين للنص؟

طالما راودني هذا الهاجس، وطالبت بأن يكون لنا نظرياتنا الخاصة، لكن الاغتراب المعرفي الوجودي نتاج مانتمثله عن العالم، و المفاهيم التي شكلت وجهات نظرنا عبر الآخر شكّلت التراكم المعرفي الذي نتلقاه بسبب هيمنة الغرب، ولا يعني هذا انعدام وجود النقد عند العرب، فقد كانت بداياته قديمة جدًا، منذ العصر الجاهلي في شكل أحكام انطباعية وذوقية، وظهر في القرن الثالث الهجري ابن اسلام الجمحي بكتاب (طبقات فحول الشعراء)، وفي القرن الرابع الف ابن طباطبا عيار الشعر، وأصبح للنقد أسس ومناهج عير الموازنة للآمدي، والوساطة للقاضي الجرجاني، ثم ظهر النقد البلاغي في كتاب دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة على يد عبد القاهر الجرجاني، والعمدة لابن رشيق، والعقد الفريد لابن عبد ربه.

إذن نحن بحاجة إلى تحديث النقد والعمل على النقد الموضوعي البعيد عن القراءة الذاتية والمجاملات التي لاعلاقة لها بالتخصص، وتشجيع الحراك النقدي الأكاديمي، الذي يشتمل على مقومات النقد وأسسه الموضوعية. 

الشعر نصٌّ ملائكيٌ أقل نرجسية، وأقل ترابية من النصوص الأخرى، نص مكثف وليس مكتف، حرّ لا يطيق القيود، إنه السؤال السرمدي الذي يجمع الأبد والأزل معا. #ريما_آل_كلزلي

كيف تصف أديبتنا الشعر الحقيقي، ومتى نحكم على نص بشعريته؟ 

الشعر الحقيقي ليس ترميما ولا تلفيقا ولا تلميعا ولا تراكما لما هو حاصل ويحصل، ولا تعريبا أو شرحا، أو تأويلا، ولا نقلا لحضارة أو تراث، ولا علم نفس أو فلسفة، ولاثرثرة ولا علما.

إنه نصٌّ ملائكيٌ أقل نرجسية، وأقل ترابية من النصوص الأخرى، نص مكثف وليس مكتف، حرّ لا يطيق القيود، إنه السؤال السرمدي الذي يجمع الأبد والأزل معا.

هل ترين أن هناك شروطاً للنص الشعري الحقيقي. وخاصةً في القصيدة المعاصرة؟

هنالك أمور لابد من مراعاتها، منها الكلام الفني الجميل، بأسلوب جيد لايحكمه النظم الايقاعي، بلغة مفهومة، مفتوحة المعاني والدلالات، بصور وانزياحات ترتبط بخط واحد من حيث التشابه والتناظر، وأن يغلب السكون على نهايات الجمل. 

فوارق كثيرة بين الوزن والإيقاع والغرض والمعنى، فكل قصيدة لها خصوصيّتها، من حيث تأسيس العمارة النصيّة، وليس المهم في الشعر هو النظم والقافية أو الجرس الموسيقي، ولكن الأهم هو المشاعر الحسية والعاطفة غير المتكلفة والمتصنعة. #ريما_آل_كلزلي

في رأيك هل هناك فارق ما بين الشعر العمودي، وشعر التفعيلة، وشعر الحداثة، وما بعد الحداثة، والهايكو؟ وما هو ميزان وضابط الإجادة؟

فوارق كثيرة بين الوزن والإيقاع والغرض والمعنى، فكل قصيدة لها خصوصيّتها، من حيث تأسيس العمارة النصيّة، وليس المهم هو نظم القافية، أو الجرس الموسيقي ولكن الأهم هو المشاعر الحسية والعاطفة ليست متكلفة ومتصنعة. 

هل يتعمد الشاعر اختيار شكل القصيدة التي يكتبها، وأقصد أن تكون نثرية أو حداثية أو غير ذلك.. أم هي التي تفرض شكلها وبنيتها؟

أحب الشعر الحقيقي، ولا يهمني كثيرًا إن كان قصيدة نثرية أو حداثية، فما دام الشاعر استطاع أن يلتحم بجسد الكلمة ليخرج قصيدة تعكس جمالية فيستحق أن يكون فنانا، بقدرته على قيادة المفردات لتندى أحرفه بالألق.

يرى البعض أن وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت ظلمت بعض الأدباء الموهوبين، وأنصفت غيرهم من أنصاف الموهوبين، فما رأيكم في هذا القول؟

الأدب لايحتاج إلى تسويق، أو بهرجة، الأدب ليس سلعة ليتم تسويقها بالشكل المناسب، مع ذلك نحن أمام جدلية نزع كينونة الابداع من الانتظار.

إلى أين يسير الأدب العربي في وقتنا هذا؟ وهل ترين أنه في تطور حقيقي؟

يسير الأدب إلى جانب الابداع في ردم الهوة بين المتلقي وكاتب الأدب، وترك العنان لمحاكاة الكثير من الفنون بجميع أشكالها.

للأسف نلحظ كثيراً عند بعض النقاد أن نقدهم مجرد كلام مرسل، ويخضع للأهواء الشخصية، حتى أن بعض من يسمي نفسه ناقداً لا يذكر في نقده نظرية نقدية واحدة لا بالتصريح ولا بالتلميح، ويكتفي فقط بتفكيك النص، وإظهار توفيق الكاتب، أو إخفاقه، دون الحديث عن البنية الحقيقة للنص.. فما رأيك في الأمر.. وخصوصا بعد انتشار المنصات الأدبية التي لا ضابط لبعضها؟

لقد أوضحنا الإجابة في سؤال النظريات النقدية، ومع ذلك نعود لنقول؛ إن الحديث عن مفهوم الخطاب مغامرة كبيرة كونه يشوبه نوع من اللبس الذي لا يخفى على الدارسين والمتذوقين، ولا شك عندما يكون الناقد متمكنا من أدواته سيسهم في إعادة تقديم المنظومة الفكرية بحلة جديدة. 

القصيدة غابة معنى، ومجال الشعر هو اللّا نهائية، لذلك لا أصنع قالب ولا إطار محدد، إنما أطلق عنان اللغة للشعور، فالشعر تفجر في المشاعر كالينابيع لاشيء يمنعه من ذلك. #ريما_آل_كلزلي

الشاعر ما بين الاهتمام بالمبنى أو المعنى، والرمزية أو الوضوح قد يوقع نفسه في إشكالية بناء نصه بشكل يرضي نفسه أولاً ثم المتلقي… فكيف توجه الكاتبة ريما آل كلزي اهتمامها حين تقرر تشييد نص جديد؟

عندما يغيب التراكم الإبداعي يتحول أي نص إلى صنم لغة محنّطة. 

القصيدة غابة معنى، ومجال الشعر هو اللّا نهائية، لذلك لا أصنع قالب ولا إطار محدد، إنما أطلق عنان اللغة للشعور، فالشعر تفجر في المشاعر كالينابيع لاشيء يمنعه من ذلك.

قصيدة النثر منجز عظيم ونوعي في تاريخ الكتابة، حررت المعرفة البشرية من قيودها، وستصيب حقول الكتابة بالعدوى للتخلص من أثقالها الوزنية وملحقاتها، بل ستطهر العقل البشري من مبالغاته وتهويلاته، وستجدد متون الحقول الكتابية، لكن الأمر يحتاج وقت. #ريما_آل_كلزلي

يرى البعض أن كثيراً من الشعراء توجه للقصيدة النثرية، والحداثية هروباً من الشعر الخليلي لعدم قدرتهم على بناء القصيدة الخليلية.. فما رأيك سيدتي في هذا الرأي؟

لا أعتقد هذا أبدًا، فقصيدة النثر منجز عظيم ونوعي في تاريخ الكتابة، وارى أنها حررت المعرفة البشرية من قيودها، لأن البعض يفهم قصيدة النثر على أنها نوع بسيط من أنواع الشعر وسيمر عابرًا، والحقيقة أن قصيدة النثر ستصيب حقول الكتابة بالعدوى للتخلص من أثقالها الوزنية، وملحقاتها، بل ستطهر العقل البشري من مبالغاته وتهويلاته، وستجدد متون الحقول الكتابية، لكن الأمر يحتاج وقت طويل.

هل تعتقدين أن هناك فرصة لم تحسنين استغلالها؟

الفرص الجيدة ضربة حظ، قد لا تتكرر، لكن الاجتهاد و العمل الدؤوب يتيح لنا تحقيق ما نريد.

هل ترين أنك حققت ما حلمتِ به؟ وما هو طموحك الأدبي؟

الطموح رحلة طويلة والنجاح ليس محطة.. نحلم ونستمر بالحلم ونضع الخطط ثم نجددها.. وهكذا نشعر بقيمة الحياة.

سعدت جداً بحواركم أديبتنا الراقية، ونرجو توجيه رسالة لقراء حانة الشعراء.

سررت كذلك بهذا الحوار الرفيع، والأسئلة الهادفة، وأتمنى أن أكون قدمت بعض الإجابات عن تساؤلات قراء حانة الشعراء الأعزاء.

نختم بشيء من شعرك؟

بين الخلقِ والتكوين

الجنونُ

الّذي يخلقُ للكلماتِ معنىً

نتّجهُ نحوهُ محمومين

نتشاورُ بهِ مع الحبّ

يتمسّك بنا

وإن غابَ الضّياءُ في الأماسي

يمنحَ نبضُه صخَبِ المقاهي

لنمشي في هذا العالم

بخطواتٍ لا تعرف الحذَرَ

فوقَ الجحيمِ الأخضرِ

صوتُ الجنون

هزيمُ الآلهةِ فينا

كنقطةُ مضيئةٍ

‏في هذا العالمِ المتحجّرِ

‏والحلمُ خاوياً يتناقلُهُ البرقُ

‏يشربُهُ عطشُ الأرض.. ليعيده

‏عند موجٍ حطّمَهُ غرورُ الصّخرِ

‏مازالت المقاهي بهِ صاخبة

‏ترقبُهُ النجمةُ الحزينةُ

بعينين تذويان فوق الرّكام

‏ليكون البكاءَ مؤجّلاً

‏وتستمعُ إلى صوت المطر الآن

نحمِلُ نزقهُ لنرسمَ الطمأنينةَ

بطريقةٍ جديدةٍ

وهو يحملُ نشوةَ العبادةِ في عنجهية

الحياةِ الخالدةِ

يا أيّتُها النّجمةُ البرّاقة

الآن تهمِسين

للحبِ أن يغيبَ في جنونٍ محرّمٍ

ويتساءل المدى

إن كان ربعُ الحبّ حبًا تامّا

أيكون نصفُ الجنونِ جنونا..


ريما آل كلزلي، روائية سورية، من مواليد مدينة حمص، متزوجة من رجل أعمال سعودي وتسكن في مدينة الرياض، حاصلة على بكالوريوس أصول دين – علوم قرآن، مع مرتبة الشرف الثانية في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض. وماجستير علم نفس تربوي. درست الفلسفة النقد الأدبي. صدر لها: «جواهر.. كلنا في الانتظار» 2017، «حكاية غرام» – رواية 2019، «حفل الطوفان» – شعر ٢٠٢٠، «في فم الذئب» – رواية ٢٠٢١، إضافة إلى رواية تحت الطبع بعنوان «نساء الياسمين».


«مختلفان» – للشاعرة ريما آل كلزلي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s