أبو العلاء المعري
اللوحة: الفنان السوري محمد غنوم
ألا في سبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعلُ
عَفافٌ وإقْدامٌ وحَزْمٌ ونائِلُ*
أعندي وقد مارسْتُ كلَّ خَفِيّةٍ
يُصَدّقُ واشٍ أو يُخَيّبُ سائِلُ
أقَلُّ صُدودي أنّني لكَ مُبْغِضٌ
وأيْسَرُ هَجْري أنني عنكَ راحلُ
***
وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُهُ
لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائلُ
وأغدو ولو أنّ الصّباحَ صوارِمٌ
وأسْرِي ولو أنّ الظّلامَ جَحافلُ
وإني جَوادٌ لم يُحَلّ لِجامُهُ
ونِضْوٌ** يَمانٍ أغْفَلتْهُ الصّياقلُ
وإنْ كان في لُبسِ الفتى شرَفٌ له
فما السّيفُ إلاّ غِمْدُه والحمائلُ
***
ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً
تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّيَ جاهلُ
فوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقصٌ
ووا أسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضلُ
وكيف تَنامُ الطيرُ في وُكُناتِها***
وقد نُصِبَتْ للفَرْقَدَيْنِ الحَبائلُ
***
وطاوَلَتِ الأرضُ السّماءَ سَفاهَةً
وفاخَرَتِ الشُّهْبُ الحَصَى والجَنادلُ****
فيا موْتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذَميمَةٌ
ويا نَفْسُ جِدّي إنّ دهرَكِ هازِلُ
*نائِل: ما ينال ويدرك
**النضو: السيف المجرد
***وكناتها: أعشاشها
****الجَنادلُ: الحجارة