باسم فرات
اللوحة: الفنان الأميركي فردريك أرثر برديجمان
لَيالٍ كَثيرَةٌ قَضَيْتُها عِندَ سَريرِكِ،
أُهَدِّئُ مِن رَوْعِ البَنَفسَجِ
في مُحاولاتِهِ الحَثيثَةِ لِلاسْتِحمامِ بِنَبْضِكِ
وَعِندَ أَنامِلِكِ أَفُكُّ اشْتِباكَ الأُقْحُوانِ بِالياسَمينِ،
تَزاحُمَ الطُّيورِ وَهِيَ تَحْتَمي بِأَنْفاسِكِ
لالْتِقاطِ تَغريداتِها.
أَصُدُّ فَيَضاناتِ الأَنْهارِ وَأُقاوِمُ أَمْواجَ البِحارِ
في قَميصِ نَومٍ يَتَحَسَّسُ لَهْفَتي،
يَجْذِبُ يَدي إِلَيْهِ لِيَخلَعَ عَني خَجَلي
يُعَرّي رُجولَتي بينَ ساقَيْكِ
فَيَلوذُ النَّوْمُ بِالْمَدينَةِ.
محـاولة يائسـة
لَسْتُ عاشِقًا،
هكَذا أُرَدِّدُ في مُحاوَلَةٍ يائِسةٍ لِلهُروبِ مِن حُبِّكِ
أَتْرُكُ يَدَيَّ تَمْرَحُ في جُيوبي
وَنَظَراتي تُطارِدُ العابِراتِ لَعَلّي أُزيحُكِ عَنّي وَلَوْ قَليلاً،
ثُمَّ أَتَأَمَّلُكِ وَأَنْتِ تَبوحينَ بِصَمْتِك،
تَنمو أَشجارُ الأَسى في حَياتي،
تَسْتَوْطِنُها الطُّيورُ وَالفَراشاتُ،
يَقْتَحِمُ الصَّيّادونَ أَعشاشَها،
يَحظى القَوّاسونَ بِزَقْزَقاتٍ كَثيرَةٍ
غِزْلانٌ تَلوذُ بي، أَمْطارٌ تَتَدَفَّأُ بِهَوَسي
هَوَسي الذي طالمَا كانَ يَفْتَرِشُ أَحزانَهُ لِعَبَثِكِ بي وَلِلامُبالاتِكِ أَيْضًا
أَبْحثُ في النِّسْيانِ عَنْكِ بِلا جَدوى.