تعالوا بفتح اللام وضمها

يرى كثيرون أن نطق (تعالوا) وهو فعل الأمر من (تعالى) مسندا إلى واو الجماعة بضم اللام خطأ لغوي فالصواب عندهم أن يكون النطق بفتح اللام.

وفي الحقيقة إن نطقها بالضم صحيح لغويا، والشاهد في ذلك قراءة نبيح العنزي والجراح وأبي قتادة والحسن البصري لقوله تعالى في الآية 64 من سورة آل عمران: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء..)  بضم اللام، ولكنها من القراءات الشاذة (أي غير المشهورة).

أولى وأولة

يظن بعضنا أن مؤنث لفظ “أول” هو فقط “أولى” على وزن فعلى مؤنث أفعل، كما في “كبرى” مؤنث “أكبر” و”صغرى” مؤنث “أصغر”، ولكن هناك أيضا صيغة أخرى لتأنيث “أول” متداولة على الألسنة يظنها أكثرنا غير فصيحة هي “أولة”.

جاء في لسان العرب عند الكلام على مادة “آخر” أن أبا العباس ثعلب حكى: (هن الأولات دخولا والآخرات خروجا)، و”الأولات” مفردها “الأولة”.

وعليه فإن استعمال الشعراء الشعبيين عندنا وشعراء العامية للفظة “الأولة” في مواويلهم استعمال فصيح، ومثال ذلك قول بيرم التونسي في نصه الذي تغنيه السيدة أم كلثوم: (الأولة في الغرام والحب شبكوني)، الاختلاف فقط يكمن في نطق اللفظة بكسر الواو، والصواب هو فتحها.

أكبر أبناء أبيه وليس أكبر إخوته

 ما الفرق بين الجملتين الآتيتين: محمد أكبر أبناء أبيه، محمد أكبر إخوته؟ يظن أغلب الناس انه لا فرق بينها. 

وفي الواقع إن هناك فرقا كبيرا، فالجملة الأولى صحيحة والثانية غير صحيحة، وتفسير ذلك أن المفضل في أسلوب التفضيل لابد أن يكون جزءا من المفضل عليه، فلا يجوز مثلا أن تقول: الذهب أفضل الفواكه أو الألماس أفضل الأشجار، وقد تحقق ذلك في الجملة الأولى، فإذا افترضنا ان أبا أنجب أربعة أولاد (محمد وعلي وعمر وخالد) فإن محمدا كما ترى واحد منهم، ولكن ما تحقق في الجملة الأولى لم يتحقق في الثانية، لأن محمدا واحد من أبناء أبيه صحيح ولكنه ليس واحدا من إخوته، فإخوته هم علي وعمر وخالد، والدليل على ذلك أنك لو سألت: من إخوة محمد؟ لكانت الإجابة: إخوته علي وعمر وخالد وليس منهم محمد، فكيف يكون أفضلهم وهو ليس واحدا منهم؟.