فواز خيّو
اللوحة: الفنان البلجيكي إيفاريست كاربنتييه
حين تغيبين؛
أنا أغيب،
لكن لا أعرف الى أين..
وينبت للأمكنة وللسماء عيون،
تفيض على شكل أمطار وسيول.
أرأيتِ ؟ غيابك يسقي الأرض وينعشها،
لكنه يُحيلني إلى قحط ورماد
وحين تُشرقين، يرتبك المكان وأنا اختلط ببعضي.
حضوركِ مرهق، وغيابك قاتل.
ولا حالة في الوسط..
من أنت ؟
كم أنت أنت..
****
لم أكن أعرف من منّا يسكن الآخر..
كنت أعتقد بأنك تسكنيني..
لكن ثبت بأني أنا الذي أسكنك..
لأنه في غيابك؛
لا يبقى مني شيء..
****
حين يتسع الغياب؛
يصبح حتى الحضور،
عاجزا عن سده..
***
وهج حضورك، وأشعة إشراقك؛
وحدهما من يجفف رطوبة العمر،
ويمسحا تجاعيد الروح ..
عبوسك إشراق، فكيف ضحكتك؟
كيف يمتلك قلبي المرهق،
البنية التحتية لتحمل فيضانك؟
كيف تستطيع الروح احتواء هطولك؟
دائما تخذلني النشرة العاطفية،
ولا تزودني بالإرشادات اللازمة .
ليتني أتحول إلى اسفنجة، تمتص كل مياهك .
ثم أعصرني على امتداد هذا اليباس،
وسترين كيف يعم الزهر العالم ..
كم أنت أنت ..