اللوحة: الفنان الأميركي يعقوب لورانس
هناك
في الغور السحيق
حيث تقبع الأيام
في أرجائك وحناياك
كقط محنط
وشيطان أليف
لا يزعج الخلايا
وكرات الدم المجهدة
ثمة رصيف وعر
وحفرة من مرض قديم
وعضة لأمك
كحاجز صخري
وشعاب مرجانية
تصطاد الهواة
ومن لفظتهم السفن الجانحة.
ثمة علامات
هنا …. وهناك
كقوس قزح
كشهاب طائش
كحمل كاذب
وامرأة في إعلان
عن مشتهيات الجوع
فوق مائدة حافلة
بأشلاء وجماجم.
ثمة أعداء كثيرون
رغم كراتك البيضاء
وجهازك الليمفاوي
الذي يتشمم الفضائح
كصحافة داعرة
وفضائيات مفتضة
ثمة مدينة
تتجشأ أطفالا بلحيات كثة
تقص شعر عانتها
فوق الأرصفة
وتفتح فخذيها
في صباح كسول
تبصق من جوفها الرؤوس
والكروش والأقدام
حيث تعج الميادين
بالبلاهة والفصام
ويعتلي التمثال
غبار الخيبة،
والغيبوبة،
والدوار.
ثمة قرية
تتثاءب فاغرة طينها المعتق
في كوخ يشرئب فوق الجسر
وعنكبوت ينسج فحمة السرطان
والرهقان المستوطن
يطرد الذباب
والثعالب
ولصوص المواشي
ثمة جنادب وجنادل
ثمة مجداف
بجوار صمامك الميترالي
حيث يقبع الخوف
في الضربات المتسارعة
وتنام الفجيعة
كسلحفاة نافقة
وبرص ميت.
دع كل شيء مكانه
لا توقظ الموتى
وحارس المقبرة
الذي غافلته
وأنت تسرق العظام
والجمجمة الصلعاء
كرأسك الذي دهسته القرون
في صعودك البائس
حيث لا يصل الدم للدماغ
وتنساب الخلايا
في هيولي وصبابات
ذرفتها أشعارا ركيكة
لبنات آوى
والبومات
ومزقتها وانطلقت
كضب ضال
ووعل ينطح الهواء
في مباراة هزلية
تكسرت فيها عظامك
وأنت تئن
من جبيرة وملصق
وأنت تضرب المخدة
المحشوّة بالكوابيس
في زنزانة السرير
لم تظفر بقبلة
حتى كهرباء الأصابع
لم تكن غير صعقات
لإيقاظك من غيبوبة السقوط
حتى البعوضة
تركتها تمتص دمك
كغراب يثقب الصمت
ورزاز يهيم على وجهه
وطينة تصطاد العفن
وتوقع العناكب واليعاسيب
في وحلها البلي.
هكذا.. كنت
ربوة تنهار
وغابة تعلك النوم
ريح مسجاة
وسجادة لكافر
ليس للضوء نافذة
ولا للظلام زنزانة
ليس للعري رحيق
فقط
محض وقت يغط في نعاس وبيل !