تترى

 لفظ (تترى) التي وردت في الآية الكريمة رقم 44 من سورة (المؤمنون): (ثم أرسلنا رسلنا تترى …) وفي بيت الشعراء أحمد شوقي بهمزيته الشهيرة في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم):

والآي (تترى) والخوارق جمة

جبريل رواح بها غداء

يظن أغلب الكتاب (أدباء وصحفيين) أنه فعل ولكن (تترى) في الحقيقة ليست فعلا وإنما صفة بمعنى متتابعة أو متوالية، وموقعها الإعرابي (حال) في الآية الكريمة و(خبر) في بيت أحمد شوقي.

صفة (كبير)

تأتي صفة (كبير) على معنيين:

الأول كبير بمعنى عظيم أو ضخم، تقول: عالم كبير أي عظيم القدر، وغابة كبيرة أي عظيمة المساحة، وصخرة أو شجرة كبيرة أي ضخمة، ومنه قوله تعالى: قل فيهما إثم كبير .. ، وقوله تعالى: وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين، قال تعالى: كبرت كلمة تخرج من أفواههم، وقال أيضا: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، وكبير بهذا المعنى من الفعل (كبر) بضم الباء. 

والثاني كبير بمعنى طاعن في السن، تقول: هذا شيخ كبير أي طاعن في السن، ومنه قوله تعالى: إن له أبا شيخا كبيرا، وكبير بهذا المعنى من الفعل (كبر) بكسر الباء.

الأسماء المركبة تبقى على صيغتها الموضوعة

من اللغويين من يرى أن الأسماء المركبة (تركيبا مزجيا؛ تركيب إضافة؛ تركيبا إسناديا) أو الأسماء المثناة او المجموعة التي يتسمى بها بعض الناس والأماكن، تبقى على صيغتها الموضوعة ولا تتغير حسب العوامل النحوية، أي تؤخذ على (الحكاية) كما ينطقها من وضعوها ويألفها من ألفوها، فتقول: أبو سمبل معبد كبير ورأيت أبو سمبل وسافرت إلى أبو سمبل، وتقول: حضرموت مدينة يمنية، وزرت حضرموت وقضيت أياما في حضرموت (يظل اسم حضرموت على وضعه بغض النظر عن موقعه الإعرابي)، وتقول: جاد الحق عالم جليل وكلمت جاد الحق واستمعت إلى جاد الحق (يظل اسم جاد الحق على وضعه بغض النظر عن موقعه الإعرابي)، كما تقول ذلك في حسنين ومحمدين وعوضين لمن تسمى بذلك، فلا تقول: ذهب حسنان وجاء محمدان بل تقول: ذهب حسنين وجاء محمدين، وكما تقول في زيدون وعبدون وحمدون لمن تسمى بذلك فلا تقول: رأيت زيدين وكتبت إلى عبدين بل تقول: رأيت زيدون وكتبت إلى عبدون.