المنخل اليشكري
اللوحة: الفنان البلجيكي جان فرانسوا بورتال
إِنْ كُنْتِ عَاذِلَتِي فَسِيرِي
نَحْوَ الْعِرَاقِ وَلاَ تَحُورِي
لاَ تَسْأَلِي عَنْ جُلِّ مَـالِي
وَانْظُرِي حَسَبِي وَخِيرِي
وَفَـوَارِسٍ كَـأُوَارِ حَـرِّ
النَّــارِ أَحْلاَسِ الذُّكُورِ
شَـــدُّوا دَوَابِــرَ بَيْضِهِمْ
فِــي كُــلِّ مُحْكَمَـةِ الْقَتِيرِ
وَاسْـتَلْأَمُــوا وَتَلَـبَّـبُـــوا
إِنَّ التَّـلَــبُّــبَ لِلْمُــغِيـرِ
وَعَلَــى الْجِيَادِ المُضْمَراتِ
فَـوَارِسٌ مِثْـلُ الصُّقُورِ
يَخْرُجْـنَ مِـنْ خَلَــلِ الْغُبَارِ
يَجِفْــنَ بِالنَّـعَـمِ الْكَثِيرِ
وَإِذَا الرِّيَــاحُ تَنَاوَحَتْ
بِجَوَانِــبِ الْبَيْـــتِ الكَسِيرِ
أَلْفَيْتِنِي هَـــشَّ النَّــدَى
بِشَــرِيجِ قِدْحِي أَوْ شَجِيرِي
أَقْرَرْتُ عَيْـــنِي مِـنْ أُولَــئِكَ
وَالفَوَائِحِ بِالعَبِــيرِ
يَرْفُلْـــنَ فِــي المِسْـكِ الذَّكِـيِّ
وَصَائِكٍ كَدَمِ النَّحِيـرِ
يَعْكُفْــنَ مِثْــلَ أَسـاوِدِ الـتَّنُّـومِ
لَــمْ تُعْـكَـفْ لِـزُورِ
وَلَقَـــدْ دَخَلْتُ عَلَى الفَتَاة
الخدر في اليوم المطير
الْكَاعِـبِ الْحَسْـنَاءِ تَرْفُلُ
فِـي الدِّمَقْسِ وَفِي الْحَرِيرِ
فَدَفَعْتُــــهَا فتَــدَافَعَتْ
مَشْـــيَ الْقَطَـــاةِ إِلَى الْغَدِيـرِ
وَلَثَمْتُـــــهَا فَتَنَفَّسَــــتْ
كَتَنَفُّـــسِ الظَّبْـيِ الْبَـهِيـرِ
فَدَنَـــتْ وَقَالَـــتْ يَا مُنَـخَّلُ
مَــا بِجِسْـمِكَ مِنْ حَرُورِ
مَا شَفَّ جِسْمِي غَـيْرُ حُـبِّكِ
فَاهْدَئِي عَنِّـي وَسِـيرِي
وَأُحِــبُّـــــهَا وَتُحِـبُّــنِي
وَيُحِـــبُّ نَاقَــــتَها بَعِــيــرِي
يَا رُبِّ يَــــــوْمٍ لِلْمُنخَّلِ
قَــدْ لَهَا فِيــــهِ قَصِـيرِ
فَإِذَا انْتَـشَـيْتُ فَإِنَّنِي
رَبُّ الْخَوَرْنَقِ وَالسَّـدِيرِ
وَإِذَا صَحَـوْتُ فَـإِنَّـنِي
رَبُّ الشُّــــــوَيْهَـــةِ وَالبَـعِـيرِ
وَلَقَــــدْ شَرِبْـــــتُ مِــنَ الْمُدَامَةِ
بِالْقَـــلِيــــلِ وَبِالْكَثِيــرِ
يَا هِنْــــــدُ مَـــــنْ لِمُتَيَّـــــمٍ
يَا هِنْـــــدُ لِلْعَـــــانِي الأَسِيرِ