باسم فرات
اللوحة: الفنان الأسكتلندي ديفيد روبرتس
النيـلُ على الأبـوابِ
يَسْـأَلُ شَــرْبَـةَ مَاء
عابِـرُونَ كُـثْـرٌ على أكتَافِهِمْ مجاذيفُ
والشواطئُ تَـنْـأَى
لا مَـلاذَ ينتَـهِـكُ غُـرْبَـتي
قَميصٌ أَضاعَ بَين الجِهَاتِ حَياتي
هل أفتَحُ الأبوابَ
لكنْ لا أبوابَ لِـبَـيْـتِي
لا أبوابَ لِـبَـيْـتِي، لا سُـقُوفَ، لا جُدرانَ
تَتَنَصَّتُ عَلَيَّ
حُـرِّيَّـتي رَهْـنُ أصابِـعِي
سأصطحِبُ النيلَ في نزهةٍ
وأروي ظَـمَـأَه.
النِّيل الأزرق
مُسْـرِعًا يحمِـلُ جُـنُـونَـهُ
عميقًا يَـنْصِـبُ الْـفِخَـاخَ لِلْجَمِيعِ
في قاعِـهِ آبارٌ نَسِـيَها الجِـنُّ
قِيـلَ حَـفَـرُوهَا لِإغْـوَاءِ الخُـرَافَـةِ
وزَرْعِ الـوَجَـعِ في القُـلُـوب.
مُسْـرِعًا يُغَطِّي التَّـاريخَ عَلى ضِيـقِ اتِّسَـاعِهِ
بالهُـيَـاجِ وأوْحَـالِ الطُّـوفَانِ
يَعْـتَـصِـرُ رَحِيـقَ الأرواحِ لِـيَـنْـتَـشِي
لَـكِـنَّـهُ يَخْجَـلُ مِنْ عَـتْـبِ الأُمَّـهَـاتِ
وأمامَ قُـبُـلاتِ العُشَّـاقِ يَـذْرِفُ الدُّمُـوع.
زُرْقَـتُـهُ تَجَاوِيفُ تَـرْوي حِكاياتِ القُـرَى
وعِـنْـدَ جُـرُفِـهِ تَـتَـفَـيَّـأُ الطُّـفُـولَـة
في آبَ يتـنَـزَّهُ في الطُّــرُقاتِ قليلاً
أحيانًا على العُشْـبِ يَـتَـمَدَّدُ
يصطادُ الجُـدْرَانَ والحُـقُـول
فيَحْـفِـرُ الدَّمعُ أخَادِيدَ في الذَّاكرة.