ثوبٌ يرتدي خمسَ جهات 

ثوبٌ يرتدي خمسَ جهات 

وليد الزوكاني

اللوحة: الفنان الفرنسي هنري ماتيس 

أَدخلُ من شُرْفة الكلمات 

إلى إبرةٍ في أصابِع أُمِّي

تَخِيطُ الوطنَ المُجَعَّدَ 

في ثوبها المنزليّ..

الوطنُ الذي يتفتَّحُ حَبَقَاً

كلَّما فتحتْ يديها على نافذة 

على طَرَف الكُمِّ فوضى،

مِئْذَنةٌ تتوَضَّأُ بالرِّيح..

نِداءُ المُؤذِّن نسوةٌ 

يَفْلِتْنَ من أدْغال صِبَاه

أساورُهنَّ.. في يدِ الضَّوء الأخير.

حطَّتْ العتمةُ، حطَّ الحمام 

في مَنَاقيره رَنينُ الحِلِيّ.

المدينة فَكَّتْ أزْرارَها، 

رَمَتْ شوارعَها في المتاهةِ

لا أحدَ سيمُرُّ، 

لا أحدَ من ثُقوب النُّعاس سيفْلتُ،

إلاّ صبيّاً يفتِّشُ عن أمِّهِ في صَرير الباب 

ونافورةً

تبحثُ عن مُطْلق 

في فضاء الغياب.

رأي واحد على “ثوبٌ يرتدي خمسَ جهات 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s