سلامتك في كفكَ

سلامتك في كفكَ

اللوحة: الفنان الكولومبي جوهان باريوس

أريج نكد

هل يحملُ الزبيبُ والتينُ نكهةَ أرضهِ

أم روحَ من مرَّ بين يديه

لم تزرعهمْ في أرضِكَ ولم تقطف ثمارَهم

كنت رسولاً يحملُ حباتٍ قليلة اخترتَها بعناية

أتناولها فينبتُ غصنٌ في قلبي

أتلذذُ طعمَها فتشرقُ الشمسُ من عينَي

اليومَ انطفئت عيوني وذبلَ الغصن

انتظرُ رسالةً جديدةً

لتعودَ الأرضُ لدورانِها

وفصولُ السنةَ لمكانِها

دونتُ عنواني على كفِ يدك

خطوطُهُ لا تخطئ العنوان

طريقُكَ شائكٌ لكن مبتغاكَ الحقيقة

سنينُكَ كثيرة لكن حياتَك في آخر الطريق

أولادُكَ صبية لكن طفلتَك لم تولد بعد

رزقُك وفيرٌ لكن فرحَك مؤجل

آلامُك كثيرة لكن الشفاءَ قريب

تحفرُ طريقَك في الصخرِ فيغتالُك التعب

تختارُ الرمالَ فتبتلعُك الصحراء

تشقُ عبابَ البحر فتأكلُك أسماكُ القرش

تحلقُ في السماء فينتقيكَ الصقرُ لوجبتهِ القادمة

طريقُ سلامِتك في كفك

أما أن يحملَ روحَكَ

أو روحك ستحملهُ ليُهديها إلى الطريقِ الصحيح

وصلتِ الرسالة

ما من زبيبٍ أو تين

ولا من غصنٍ أو شمس

غطيتَ كفَكَ بكفني وفردته بهدوء

أتخاف ازعاجي؟

صوتُ النميمةِ ثقبَ طبلةَ اذني.. لن أسمع

إذا أردت يمكنك الغناء.. غنّ

نارُ الحقد أحرقت عيني.. لن أرى

يمكنكَ أن ترقص

حتى لو كان فوق جسدي

ارقص

لا يهم

سأكونُ جسرَكَ للعبور

تقدمْ لن أنكسر ما لم تصل

لن أخذلَ أقدامَك كما أنت

العاصفةُ ستنتهي

لن يبقى جذورٌ لتقتلعَها إلا أنا

سأبقى هنا

اختر البداية

سأعتني بأغصاني وأشذبُها

أرتبُ أوراقي بما يناسبُ رحلتَك

لتنموَ وتتسعَ كما ظلُّها

يحتضنُ خطواتِك ولحظةَ الوصول

ويهنئُك بالسلامة.

رأي واحد على “سلامتك في كفكَ

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.