اللوحة: الفنان الفلسطيني محمد الركوعي
وهيب نديم وهبة
مَا بَيْنَ حَبْلِ الْغَسِيلِ، وَحَبْلِ الْمِشْنَقَةِ
وَشَظَايَا الرَّصَاصِ وَالْقَذَائِفِ
تَتَطَايَرُ أَجْزَاؤُكَ في الرِّيحِ!
تَعْلُو.. تَلُوحُ.. تَلْتَفُّ كَالْأَفْعَى
حَوْلَ قَبَّةِ الْقَمِيصِ أَوِ الرَّقَبَةِ..
***
أَلَسْتَ هُنَا..؟
تَتَأَرْجَحُ بَيْنَ جَفَافِ الصَّحَارِي
وَنَارِ الِاحْتِرَاقِ!
***
أَنَا لَسْتُ هُنَا..!
أَضَاعَتْنِي الْحِكْمَةُ..
قَتَلَتْنِي الْعَتَمَةُ.
***
يَا نازِحِينَ مِنَ الْوَرْدِ إِلَى الْمَنَافي
مَجَازِرُ الْجُندِ، وَالْحَدِيدُ، وَالْقَصْفُ
وَآلَاتُ الزَّحْفِ…
مِنَ الْوَرِيدِ حَتَّى الْقِيَامَةِ…!
***
يَا ذِئْبُ – صُرَاخُكَ أَيْقَظَنِي
قَضَّ مَضْجَعِي
مَنْ يَعْرِفُ فِي زَمَنِي..
مَنْ خَانَكَ أَوْ كَانَ مَعِي؟
وَلَيْسَ لِي فِي بِلَادِ الْأَنْبِيَاءِ
لَيْسَ لي..
وَأَنَا لَسْتُ هُنَا.
***
كُنْ مَعِي..
كُنْ مَعِي “يَا ذِئْبُ” وَاصْدُقْنِي الْعِبَارَةَ..
كَيْفَ أَنْزَلُوا الْمَلَائِكَةَ في الْبِئْرِ
وَخَانُوا الْمِلْحَ، وَطَعْمَ الْقَمْحِ
وَالسَّمَاءُ في غَفْلَةٍ.
***
عَتَمَةٌ أَشْرَقَتْ في لَيْلٍ شَمْسِيٍّ
صَعَدَتْ حَتَّى قِمَّةِ جَبَلِي
كَرْمِلِي..
غَطَّتِ الْمُرُوجَ وَالتِّلَالَ وَالْوِهَادَ بِالسَّوَادِ!
***
الْغُولُ وَالْمَغُولُ
وَجَحَافِلُ الْقَوَافِلِ خَلْفِي..
كُنْ مَعِي..
***
قَمِيصِي فِي الرِّيحِ
وَطَنِي.. عَلَى قُضْبَانِ الْحَدِيدِ يَصْيِحُ:
يَا… يَا ذِئْبُ
كَيْفَ اغْتَالُوا فَرَحِي؟
كَيْفَ كَذَبُوا؟
وَالْخَدِيعَةُ اسْتَتَرَتْ في أَقْنِعَةِ الْقَدَاسَةِ
كَيْفَ فِي أَغْلِفَةِ الرِّيَاءِ بَاعُوني؟
أَلَسْتَ هُنَا..؟
أَمَا أَبْصَرْتَ في وَهْجِ الْبَصِيرَةِ..
كَيْفَ يَمْشُونَ فَوْقَ جِرَاحِنَا؟
كَيْفَ يَحْتَفِلُونَ في مَأْسَاتِنَا؟
كُنْ مَعِي “يَا ذِئْبُ”
وَاصْدُقْنِي الْعِبَارَةَ..
كَفَنِي في كَفِّي..
أَلَيْسَتْ إِشَارَةً؟
***
تَمُوتُ هُنَا…
تَمُوتُ في بِلَادِ الْأَنْبِيَاءِ
مَا بَيْنَ الْجُرْحِ، وَالْخِيَانَةِ، وَالرَّصَاصَةِ
***
يَقْتُلُنِي الْبُعْدُ..
مَا بَيْنَ الْقَاعِ،
وَحَوَافِي الْبِئْرِ مَسَافَةٌ
إِلهِي…
مُدَّ لي حَبْلًا لِيُنْقِذَنِي!
***
مَا بَيْنَ حَبْلِ الْغَسِيلِ وَحَبْلِ الْمِشْنَقَةِ
وَشَظَايَا الرَّصَاصِ وَالْقَذَائِفِ
تَتَطَايَرُ أَجْزَاؤُكَ..
فِي الرِّيحِ…!
للرائعة المبدعة المتألقة –
هيام علي الجاويش – تحية لحضورك المثقف هنا.
قراءة عميقة، ثقافة واسعة وأدراك لجراحنا.
كَيْفَ يَحْتَفِلُونَ في مَأْسَاتِنَا؟
كُنْ مَعِي “يَا ذِئْبُ”
وَاصْدُقْنِي الْعِبَارَةَ..
كَفَنِي في كَفِّي..
أَلَيْسَتْ إِشَارَةً؟
وأتمني سماع القصيدة.. بهمسة نبرة الصوت المخملي..
الذي يتسع لهُ المدى.
وشكرا – بكل الود
إعجابإعجاب
ما بين حبل الغسيل وحبل المشتقة رحلة على حبال الغش والنفاق والخديعة واهمها حبل الخيانة .
قصيدة تلخص أوضاعنا الوضيعة في ارض الديانات والأنبياء … فكذبنا الديانات وسفكنا الدماء ورسالة تلوى الرسالة ولم نهتدي.
أطلق نداءاتك للذئب ثانية وثالثة و…
سيصدقك القول عندما يفقه قولك.
ما من كائن يجيد الكذب والنفاق كالبشر.
للأسف لم اسمع الصوت
إعجابإعجاب
الآن؛ أجمع من أرض كنعان، من تلال وبراري كرملي…
إلى أرض الكنانة أرض القداسة… باقات الورد والزهر والندى…
وأغني كمثل الشعراء النبلاء تحت نافذتكِ… صوتكِ ضوء القمر
ورعشة القلب في بهاء القصيدة… وأرمي كل الورد إليكِ من النافذة.
شكرا لحضورك في جراحات وطني… شكرا للشعر الذي يجمع بيننا
كما تجمع الكلمة الحروف.
خالص تقديري ومحبتي وهيب
إعجابإعجاب
الصديق الشاعر وهيب نديم وهبة:
ليس لدي من قاموس يضارع قاموسك لأتخير منه ردا يناسب سلال وردك، ولأحذيك بعضا من شذا عبيرك الذي نثرته حولي!
وأسعدني أن أعجبك الإلقاء لنصك، فالشاعر يبقى له إحساسه الخاص بكلماته لا يصل إليه من يلقيها، وأتمنى أن أكون قد لامسته.
تحيات ومودة دائمة.
إعجابإعجاب