اللوحة: الفنان النمساوي فريدريش أميرلنغ
أريج نكد

في مملكتهِ يعيشُ القاتلُ والضحية
السارقُ والمسلوب.. الخائنُ والنبيل
الغنائمُ تُوزعُ بالتساوي والحقوقُ أيضاً
بصكٍ ممهورٍ من القاضي
لا فضلَ على أخرٍ إلا بالاستمرار
على أرضٍ مغناطيسية يَجرُ الملكُ قدميه
يُقارعُ الجاذبية بكل قواه فتقرَعهُ
يُنازلُ ما صنعهُ بيديه فيُكسر
يَغرزُ سيفَه في المرآةِ فيَصرُخ
قتلَتني
يُحاولُ سحبَه فيتضاعفُ الألم
يئنُ قهراً
يُعيدُ المحاولة فَيصرخُ خذلاناً
ذلكَ الملكُ قَتلتهُ دِمائُهُ
صَفَقَتْ الأبوابَ بوجهِ جيناته
مزقتْ شهادةَ الميلاد وطمَستْ تاريخَ ولادتهِ ومستقبله
أعلنتْ النفير واقتصَتْ من كريّاته البيضاءَ والحمراءَ.. شردتهُم
تبرعَت بهم للأبحاثِ العلمية والعملياتِ الجراحية وجرحى الحرب والزلازل
وزعَت البلازما على صالونات التجميل
وقبضت الثمن بالدولار
دِمَاؤه قسمتهُم إلى معسكراتٍ وقبائل وأشعلت الفتنة بينهم
البسوسُ أعلنت حرَبَها
سهمٌ واحدٌ من حقدِها لم يقتلْ كليباً وحده
بني تغلب والبكريين ومن معهم
هي أعدتْ سهمها
ومنْ لهُ نفذَ المَهمةَ
***
الملوكُ تُقتلُ بدمائها
تَهزِمُ الغرباء وأمام من لها تُهزَم
بحضرةِ القاضي يعترفُ الملك
الحِلمُ على الحمقى ليس قاتلاً للروح فقط
الحِلمُ على الحمقى شهادةٌ لقاتلٍ متسلسل بالبراءة
وحافزٌ لهُ لإكمالِ ما بدأه.