للرِّيح خمسة شبابيك وللرُّوح واحدة

للرِّيح خمسة شبابيك وللرُّوح واحدة

اللوحة: الفنان الفلسطيني خالد نصار

وهيب نديم وهبة

للرِّيح خمسة شبابيك وللرُّوح واحدة؛ أفتح الأوّل على كواكب راحلة، وجرّافات جارفة، ونجوم آفلة، وسماء مقفلة بجنازير الحديد.

والثّاني قذيفة شاردة جامعة، جثث وأجساد متناثرة، وبقايا إنسان يتدحرج في الرّيح.

والآخر، من جهة مغلقة صامتة على عوالم ساكنة في توابيت السكون، وانقطاع وريد اللّغة ما بين الجثّة والجثّة والصّمت والرّيح في سكون.

والرّابع، تلك القادمة بطفلها، بدمه القاني بين ضلوعها، تحضن بقيّةً من جسده، والرّوح واحدة تفارق الجسدين.

والخامس لي – للقصيدة – هدمتْ بيوتها بيتًا – بيتًا -ومُشيّعة للمقبرة- في زمن الحرب.. والرّوح واحدة.

***

شبّاك 2

أنتَ لا شيء بين الطّلقة والطّلقة.. لغة السّلاح القتل ولغتي الحبُّ – فكيف أزرع الرّصاص زهورًا وقرنفلًا وفلًّا، والكلُّ راحلٌ.. راحل غير مستقرٍّ ولا مقيم.

وطنٌ يزحف للأمام، وأنتَ تزحف على ظهرك، بطنك، تلتقط والدك والدَّم يكتب هجرة وراحيل، والمسافات مساحات لعبور الرّوح.

أسكب جراحاتِ العشقِ بين خيال القادمة بضوء النّجم، وبين قنبلةِ ضوئِه، تشعُّ في حلكة الفضاء بالفزع وصمت السَّماء.

الشّبّاك 3

الطبيعة المشغولة بالزنابق البيضاء للحياة.. تتغيَّر على خرائط الحرب لشقائق النُّعمان، وتصبح العصافير مصنوعةٌ من الرَّصاصِ، والطّيورِ الحديديّة الجارحة الخارجة من الغابة – غابة حالكة الألوان.

أترك هنا للنّجوم مساحة في بقايا سماء.. بلا ضجيج الطّائرات.. هل يترك لنا التنفّس مساحة على الأرض.

شّبَاك 4

قلتُ: تلك القادمة وددتُ لو قلتُ النّازحة – الرّاحلة – الرّاجلة نحو نهاريّات بلا ضياء.. لو ركض صديقي المجنونُ من البحر إلى اليابسة، في هذا اللّيل العاصف، القاصف بالرعود والبروق، هل سينقل لي حكمة المجانين كي أعيش؟

شبَّاك 5

هذا الشُّبَّاك ليس لي – لواحدة انتظرت – أن تنضج فاكهة الأنوثة، وحين أثمرت الشّجرة، كانت الحرب.. والحرب تأكل الأطفال والنِّساء والأنوثة والجمال.

هذا الشُّبَّاك ليس لي – للشَّيخ والعكَّاز وبائع الموت – للتَّاجر أمام متاجر الأسلحة، يبيع الحياة برصاصة!

رأيان على “للرِّيح خمسة شبابيك وللرُّوح واحدة

  1. الأديبة المرموقة إيناس ثابت التحية والشكر على الكلمات
    المبدعة عن النص والهم العام.
    كما أتمنى قبول المعذرة من الجميع على التأخير في الرد
    على كلمات الأصدقاء (التعليقات) أو عدم الرد.
    الوضع هنا ليس بسهل – لهذا يتضمن هذا الرد –
    كلمة شكر وامتنان ومحبة للأديبة هيام علي على الكلمات
    المنمقة لقراءة عميقة للنص.
    أتمنى أن تصل كلماتي لجميع الأصدقاء في الاعجاب والتعليقات
    في حانة الشعراء وأعدكم سيأتي الضياء.
    محبتي وتقديري: وهيب نديم وهبة

    إعجاب

  2. لأنت متألق دوما أ/ وهيب
    على الرغم من الألم
    تحلق بلغة رقيقة
    لها مفعول السحر..

    يتردد صداها
    أغنية عذبة شجية
    في القلب والوجدان

    دمت بود وسلام..إيناس ثابت

    إعجاب

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.