ذاتي وأنا

ذاتي وأنا

اللوحة: الفنان العراقي منعم الحيالي

أريج نكد

القصيدة بصوت الشاعرة

في رحلةِ البحثِ عن ذاتي أضعتُني 

كانت في الجهةِ المقابلة لي تنتظر وصولي 

تراقبْ خطواتي بشغف محبٍ ومراتٍ كثيرة بعين معلم قاسِ 

فرحتْ كثيراً بانتصاراتي.. وبكتْ حسرةً بانكساراتي 

مدتْ يدها لتسندني.. فابتعدت

احتضنتني للحظات كطفلة فغفوت

هللتْ لي بأولِ إنجازاتي..

ووبخَتني بعددِ انهزاماتي

تغريني لاختبار الأشياء بنفسي.. ثم تعطيني الدرس

على طرفي خيط امتدادنا.. 

كلما طال الخيط نسَيَتني

وكلما قَصُر تذكرت

وجهاً لوجه

نترقبُ رفةَ عين.. رعشةَ قلب.. أو خطوة

توقظنا من سباتِنا الشتوي المتجذر فينا 

كشجر السرو في سمائنا 

نتخذ من مداراتنا مساراً لتكّوين كبة صوفية 

تتلاعب بها قطة سيامية تعيق نسجنا كما الحياة 

يراقبنا حليف الوقت الوفي.. الانتظار

نارٌ هادئة تحرق كل ما فينا على أمل النضوج

مغرقون بالحنين نحن.. للغائب فينا 

أنهكنا الجفاء وأرق نومنا اغتراب حلم جميل 

أيقظ الفردوس فينا ورحل رسم ثغرنا وصمت 

كَوَّرَنا كقبضة يد ورمانا كرصاصة مجنونة.. 

تخترق الحياة لكن الحياة لا تخترقها

كم من الانتظار عليك أن تعيش؟

كم من وقت عليك ان تنتظر؟

أتنتظر المطر وقد رحل الغمام من سمائك؟

أتنتظر نور الشمس؟

كن الشمس.. لا ترض إلا بالمدى الأوسع

لا تنتظر الصباح.. كن أنت الصباح.. 

لا تنتظر غيمة.. كن الماء 

لا تنتظر فصل الربيع.. كن الزهر 

لا تنتظرني.. فأنا أنت 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.