اللوحة: الفنان الياباني كورودا سيكي
عباس محمد عمارة

ادخال مادة الهايكو ضمن مناهج التعليم الأولي في المدارس يشكل إحدى أفضل الطرق لبناء وتطوير مهارات القراءة والكتابة وتحفيز منطقة الخيال في المخ وخاصة الأطفال في مراحل التعليم الابتدائي بالإضافة إلى خلق فرص للطلبة في التعبير عن تجاربهم اليومية باستخدام الحواس وتوليد الأفكار التي تستند على المشاهدة العيانية. ما يميز جنس الهايكو عن الأجناس الشعرية الأخرى هو أنه يتعامل مع الحاضر بلغة بسيطة ومكثفة تلتقط الصور والمشاهدات التي قد لا يراها الإنسان العادي. حيث يستطيع الأطفال قراءة وكتابة الهايكو بعد معرفة شروط كتابته. تحديد شروط كتابة الهايكو باللغة العربية يجب أن تتجاوز مسألة التقطيع الصوتي الياباني 5/7/5 وارتباطه بفلسفة الزن في بداية نشأته في اليابان على يد باشو ومن ثم تسميته بالهايكو على يد الشاعر والرسام الياباني شيكي في القرن التاسع عشر. تعليم الهايكو في المدارس لأيتم عن طريق التلقين والحفظ بل هو اشبه بعملية إكمال الفراغات عبر اختبار التلاميذ عن طريق كتابة تمرين عن موضوع ما. الهايكو يتطرق إلى كافة المواضيع التي تخطر في البال مادام يعتمد على اقتناص مشاهد حسية وعيانية قد تكون من ثلاثة أسطر أو سطرين وهي مسألة شكلية لا تتعارض مع جوهر الهايكو. الصعوبات التي قد تواجه تدريس الهايكو في المدارس هي قضية تأهيل المعلمين لهذه المهمة وهذا يتطلب ادخاله ضمن مناهج التعليم الجامعي في الكليات والمعاهد التي تعد المعلمين والمدرسين في مجال اللغة العربية وبقية اللغات الأخرى مثل الفرنسية والإنجليزية والاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال. اختيار قصائد الهايكو ضمن المناهج الدراسية تعتمد على أهميتها على المستوى الفني والعالمي وتكون الاختيارات من قصائد يابانية وعالمية وعربية. توجد العديد من النصوص العربية الجيدة والتي تعكس المناخ العام لشعراء الهايكو في الدول العربية مع الأخذ بآراء المترجمين والنقاد وشعراء الهايكو. هذه الملاحظات لا تخص دولة عربية واحدة إذ بالإمكان تطبيقها بشكل أو بآخر في اغلب الدول العربية في المدى المتوسط والبعيد ومنها الدول التي تهتم بالتعليم بشكل يفوق بقية الدول إسوة بالدول المتقدمة التي تعلم وتدرس الهايكو في مدارسها.