لا شيء يحيي موات الخشب

لا شيء يحيي موات الخشب

ملك عبد العزيز

اللوحة: الفنانة النرويجية إنجريد ثورتفيت

كلماتٌ حطبْ

الحرير يغلفها بالأدبْ

غير أن الجفاف يطلُّ

بعين مجمّدةٍ

لا ترفُّ ولا تضطربْ.

والحراشيف تحت الحرير

تجرّحهُ

دون أن ينتحبْ

من حطبْ

من حطبْ

الحرير يقينا من الألم المُحترِبْ؟…

يُسكت النفسَ

عن أن تلوم

وأن تصطخبْ

وهيَ تعلمُ أن الحرير رواءٌ يخادعُ

لا شيءَ يبقى لنا منه،

لا شيءَ إلا العطبْ.

من حطبْ

من حطب!

قد لفظنا الكلامَ

لفظنا الخُطَبْ

غير أن الفعالَ

هي الحنظلُ المر…

تعبر فوق الكلمات الحطبْ

تستحيل حواراتُها

خلف ستر الحرير

وستر الأدب

من حطبْ..

من حطب!

ماتت الروحُ

حين سحقنا الثمارَ

حرثنا الحقولَ

فلم يبق إلا عروق الحطبْ

من حطبْ

من حطب!

كلماتٌ مفرّغةٌ

من ندى الحب

من شهقة الوجدِ

من عنفوان الحنينِ

ومن لهفة المرتقب

أي شيء يعيد العصارةَ

للحطب المنثقبْ؟!

ومتى يورق العودُ

يخضرُّ

يهتز عند الرضاء

وعند الغضبْ؟!

ثَمَّ لا شيء يحيي مواتَ الخشبْ

ثَمَّ لا شيءَ يحي مواتَ الخشبْ

من حطبْ

من حطب!


ملك عبد العزيز شاعرة مصرية، ولدت عام 1921م بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، حصلت على ليسانس اللغة العربية عام 1942م في جامعة القاهرة قسم الآداب، عملت في الصحافة وكانت رئيسة تحرير مجلة (الشرق) القاهرية. عضو جمعية الشعر. مؤلفاتها: أغاني الصبا – شعر 1959. قال المساء – شعر 1966. بحر الصمت – شعر 1969. الجورب المقطوع – قصص 1962. توفيت سنة 1999م.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.