اللوحة: الفنان الألماني فرانز مارك
مصطفى معروفي

يرضع الذئب ثدي الجحور
ويلعب في مرتمى الغاب سرب من الريح…
لن يبسط الرجل الشهم كف البياضِ
لمن سلقوه بألسنة من رصاص حِدادٍ
فحتى النخيل
إلى جنبه لم يزل مائلا
وكذاك رموش الغيوم….
فما للخيام تعاني كآبةَ حادي القوافل
في الفلوات وقد فرَّ منه الحداء
وراح السرى ليس يلوي على غبش الصبح…
ما جاء للقرية المستجير بها
ما تأثّل فيها لمن يستجير بها للحماية عُرْفٌ
فمن لجؤوها
هناك بهم لا ترحب أرض المنافي…
فلا كبرياء سوى للذي أضرم النار
في الغبن ملتحفا برداء الكرامةِ
من يده سوف تشرق معجزة
تتبلل بالفجر
تمسح دمع العيون التي طالما ركضت
خلف ضوء الصباح.
مسك الختام:
لــولا عــلينا الله منَّ بستره
فــلــربما يــبدو تــقيٌّ آثــما
ولربما يبدو صديق مخلصا
لــما تــكشَّفَ كان خِبّاً ناقما