فاطمة الزهراء طهري
اللوحة: الفنان الفرنسي سيزان باول
كامل الأوصاف، يا من لا تغادرُ
الكرسيَّ، لا تلتفتُ، لا تعودُ
مُحمّلٌ بالشعاراتِ، والوعودِ
تبتسمُ في وجهِ الفقراءِ
وتبتلعُ لقمةَ الجوعِ في المساءِ.
كامل الأوصاف،
وجهٌ على شاشاتِ التّلفازِ
ومهما تحدثتَ عن العذابِ
يبقى وجهُكَ باردًا كالجليدِ
فأنتَ لا تُؤمنُ إلّا بالسلطةِ
ولا تعرفُ غيرَ الدجلِ في الوعدِ.
كامل الأوصاف، بينَ الظلِّ والضوءِ
يدّعي النقاءَ، ويديرُ اللعبةَ
بيدٍ مشوّهةٍ، وقلبٍ مُهدمٍ
وحين تقفُ أمامَ الناسِ،
تُسطّرُ لكَ القصائدَ في المدحِ
فيصرخُ الجميعُ: “كامل الأوصاف!”
وأنتَ لا تعرفُ سوى الغشِّ، والمكرِ.
كامل الأوصاف، تحتَ ثيابِكَ المسروقةِ
خلفَ مقاعدِ السلطةِ والأموالِ
وفي داخلكَ، ليسَ هناكَ سوى الفراغِ
وفي جيبكَ، آمالٌ قد أُجهِضَتْ
لكنَّك تسيرُ فوقَ جثثِ القهرِ
وتبني في العيونِ سجونًا،
تتراكمُ فيها أكاذيبُكَ.
كامل الأوصاف، وأنتَ لا ترى
إلا انعكاسَ صورتك في المرآةِ
لكنَّ عيونَ الناسِ ترى الحقيقةَ
وأيديهم تشيرُ إليكَ:
“أنتَ، يا من تدّعي النقاء،
يا من تغرقُ في وعودٍ لا تنتهي،
أنتَ سرابٌ في الصحراءِ!”
كامل الأوصاف، تتحدثُ عن العدلِ
والحقيقةِ ترفضُ أن تكونَ مجردَ حلمٍ،
لكنَّ كلَّ ما تزرعهُ في الأرضِ
هو الوهمُ، والنفاقُ، والخيبةُ.
فكيفَ لكَ أن تحملَ أوسمةً
ويدكَ ملوثةٌ بأحلامِ البؤساء؟
نص جميل 💯
إعجابإعجاب