اللوحة: الفنانة الكويتية سوزان بشناق
لطفي شفيق سعيد

-1-
الرجل الذي
يقف بجانبي
في انتظار الحافلة
تعط منه
رائحة الشيخوخة
صفات مشتركة!
-2-
ابنتي التي
حملتها بالأمس
على كتفي
تحمل طفلتها اليوم
يا لعمرينا
كبرنا سوية
-3-
أسألها هل حان
موعد العشاء؟
تشير لساعة الجدار
لم ينته النهار
هنالك نشرة أخبار
وموعد الدواء
-4-
ساعة الأزمنة
في وجهها عقربان
عقرب يركض خلف عقرب
عقرب يلدغ رقما
ثم يهرب
دقاتها تعلن
الحياة دقائق وثوان
-5-
المحطة التي غادرتها
ظلت ورائي
والقاطرات
غابت عن الأنظار
في الأفق البعيد
لم تبق سوى الرياح
هل سدها لأستريح؟
-6-
عقابيل افكاري
تأخذني في رحلة
ليلية ظلماء
أفتش فيها
عن كوكب ضائع
بين المجرة والسديم
عن سرنا الدفين
-7-
ربما من هنا
ابتدأت الحكاية
ربما هناك
كانت النهاية
لكنني حزين
لأنني تهت
في هذا الطريق
-8-
وحيدا في السماء
قمر المساء
يظهر خلسة
ثم يختفي
وسط الغيوم
لعبته حيرت عاشقين
-8-
على شجرة تين
جوقة بلابل
تتبادل أنخأب
خمرة معتقة
تصدح بصوت
كورالي بلا موسيقى
-9-
من قمة جبل
تعط رائحة عسل
سرب نمل طويل
يتسلق مسرعا
ليأخذ نصيبه
من العسل
-10-
أنا في عالمي التسعيني
أتوكأ على ساقين
بقايا عظام وشرائح لحم
تحولت شراهتي
إلى قراءة ما يتيسر
في الفيسبوك
كخروف جائع
-11-
نهار ربيعي مشمس
تتفقد زوجتي
زهور البطيخ
اصطاتها بعوضة لئيمة
تركت بصمتها
على جبينها
التانكا: أغنية يابانية قصيرة من أقدم الأنواع الشعرية نشأت في القرن السابع الميلادي تتكون على الأغلب من واحد وثلاثين مقطعا صوتيا، كانت التانكا قديما تتناول عددا محدودا من الموضوعات كالحب والترحال والموت بينما تعالج المعاصرة مجموعة واسعة كالقضايا الذاتية والاجتماعية.
يكتب بعض المبدعين العرب قصيدة التانكا دون دراية بخصاصها وجماليتها.
(مقتطفات من مقالة مطولة بعنوان قصيدة التانكا للشاعر حسني التهامي)