إبراهيم يوسف.. في الذكرى الثانية لغيابه الحاضر

إبراهيم يوسف.. في الذكرى الثانية لغيابه الحاضر

اللوحة: الفنان السوري نافع حقي

عبد الجليل لعميري

في زمنٍ تتكاثر فيه الضوضاء وتقلّ فيه الأصوات الصادقة، نفتقدك يا إبراهيم يوسف، كما يفتقدك عشرات من أصدقائك الذين عرفوا فيك الأديب الحر، والمثقف النبيل، والإنسان الذي لا يساوم على القيم.

رحلتَ قبل عامين، لكنك لم تغب. ما زالت كلماتك تتردّد في فضاء الأدب، وما زالت روحك تحلّق في سماء الفكر، تذكّرنا بأن الحرف مقاومة، وأن الأدب موقف، وأن الكاتب الحقيقي لا يموت.

كنتَ غزير الكتابة، واسع الثقافة، تكتب في السياسة والفكر والأدب والتراث، وتغوص في قضايا الوطن والإنسان. لبنان كان يسكنك، بكل جراحه وأحلامه، وفلسطين كانت في قلبك، قضية لا تُنسى، وحق لا يُساوَم عليه.

في “عود الند”، و”السنابل”، و”الرافد”، وفي عشرات المنابر، كنتَ حاضراً، مشجعاً، محفزاً، حاملاً مشعل الكلمة الحرة، ورافعاً راية الأدباء الشباب. كنتَ تؤمن أن الأدب لا يُكتب من برج عاجي، بل من قلب الناس، ومن وجعهم، ومن أحلامهم.

في عالم عربي غارق في الفوضى السياسية والمدرسة الصهيونية، نكتب لك رسالة محبة وتقدير، لروحك البهية التي لا تزال تلهمنا، وتذكرنا أن الكلمة الحرة لا تموت، وأن الأديب الحقيقي يظل حياً في ضمير الأمة.

إبراهيم يوسف… نذكرك اليوم، لا لنرثيك، بل لنحتفي بك. نذكرك لأنك كنت وما زلت، أحد الذين جعلوا من الكتابة فعلاً إنسانياً، ومن الأدب مقاومة، ومن الثقافة جسراً نحو الحرية.

رأيان على “إبراهيم يوسف.. في الذكرى الثانية لغيابه الحاضر

  1. إبراهيم يوسف…
    نذكرك اليوم، لا لنرثيك، بل لنحتفي بك. نذكرك لأنك كنت وما زلت، أحد الذين جعلوا من الكتابة فعلاً إنسانياً، ومن الأدب مقاومة، ومن الثقافة جسراً نحو الحرية.
    وكيف ننسى فضله علينا، وعلى السّاحة الأدبية بشكل عام، كان لنا المعلم والمرشد والقدوة والمريد، لم يكن مجرّد حضور عابر، بل رسالة تختزل وجع الإنسان في كلّ زمان ومكان، رسالة كان يؤمن بها، وما تركه لنا وللأدب العالميّ والمحليّ، إرث ثمين، لا يمكن تجاهله، بل يجب أن يُجمع في كتاب، يخلّد هذا الأدب الرفيع، الراقي..
    المطر الأول قد عاد، وثمة حلم جميل أغفو عليه، على أمل أن يعود يومًا.. أو أجد رسالة منه في بريدي الألكترونيّ، ولكن.. لا أجد سوى هشاشة الحياة، في عالم تسكنه الفقر والفوضى والجهل والفساد، عالم حوّل الإنسان لأداة والقلم لبندقيّة، ولكن سنستمر في الكتابة أستاذي، نحمل ذات الرسالة، التي ناديت بها، رسالة تعيد صياغة العالم، تجعله أثر اتساعًا وبهاءً وصدقًا، وعذوبةً، الحياة هديّة فلنعشها كما يجب، بكرامة واحترام ووفاء عظيم، كما علّمنا الأستاذ ابراهيم يوسف.

    Liked by 1 person

اترك تعليقًا على عبد الجليل إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.