اللوحة: الفنانة الأميركية كريستين كامبريا
قلت: أعيد بنائى
أدخل ذاتى
وأجدد محرقتى
مبخرتى .. أدواتى
ودواتى
وحروف هجائى
ألوانى .. جدرانى
وطلائى !!
أخلع طوقى
أرفع مطرقتى
وأدق الحجر الناتىء .. والزائد
والنافر ..
أحفر .. أحفر
حتى ينبثق الضوء / الماء / الدم
أعجن صلصالى .. بالحبر القانى
وأضمخ ريشتى المستنفرة
أروض أجنحتى الهاربة
أحط بها فى الوجدان المنهار
واصطف .. وألتف
أدور .. أدور
( كالما تادور ) ..
كالراقص فى باليه العرس الدموى
كالمستغرق فى التيه
كالصوفى الذائب فى خرقته
والصاعد فى الضوء الخافت
والمتلاشى كبخار طار بعيدا
وابتلعته فضاءات تتوالد
فى الكون اللامتناهى … !!
قلت : المستغرق فى الذات
المتمدد فى داخله
عبر فتوحات وصبابات
عبر منازل ومحطات
عبر مخيلة هائلة
تتجاوز قوقعة الجسد
وجدران الوجدان المشدود
بأوردة الواقع
وشاريين الأحلام
متاريس وحصون
تقذف بكرات النار
وتلقف ما يتساقط
من شجر الزقوم
تعيدُ السهم المسموم
لنحر الخائن والموصوم
قلت : خلاصى منى
ودخولى فى
خروجى للقائى
فى أرجائى
باحات وفضاءات
ومساحات للحشد وللتدريب
لصد هجوم
ومغامرة فى المجهول / المعلوم
تمارين للقفز من الجسد المرصود
لهوات ومتاهات وسديم
قلت : ولكنى
لست المرتج المذعور
ولست الغرير القانع
بفتات اللحظات
ولفح القبلات
ماذا تعنى
شىء لا تدركه الكلمات
ولا يعنى أحدا غيرى
شىء لو خرج يموت
ولو حبس تضيق به الجدران
قلت : نقيض ينقض
نضيد يحتشد
علامات الترقيم / الإيحاءات / الرمز
الوهج / الرهج / الماء / النار
حصار الأضداد / الأصفاد
استنطاق الأحجار / استكناه المطلق والغيهب
خارج منطقة الجذب
قلت : هى الذات اندلعت
فى التجربة ولفح الروح
جموح الجسد المستعصى
متوالية دخول وخروج
وخروج .. ودخول .. !!
فى حلزون الوقت المحموم.
